الأربعاء، 6 أبريل 2016

"القبار" استثمار ريفي لنبات بري

في دكان (أم أحمد) البسيط بقرية أم العمد شرقي حمص يدخل طفل في الخامسة من العمر وبيده كيس أسود من البلاستيك بداخله بضع حبات من نبات بري، يعرض بيعه والشراء بثمنه بعض السكاكر.
تكبير الصورة
وفي زاوية من دكان أم أحمد تتوضع البراميل الزرقاء اللون المملوءة بثمار نبات القبار المخزون بطريقة (المخللات) بانتظار التجار القادمين من محافظتي إدلب وحلب.

وللقبار حكاية فيها من الغرابة ما يشابه حكايات ألف ليلة وليلة، وهذه الحكاية يرويها جاسم درباج من أهالي القرية لموقع ehoms بقوله:" رغم أن نبات القبار يعتبر من النباتات البرية القاسية على المحاصيل الزراعية، فقد كان المزارعين يقتلعونه من أراضيهم، بل وكانوا يتشاءموا من وجوده بين مزروعاتهم، ومع قدوم بعض التجار من مدينة حلب إلى المنطقة لشراء محاصيل اللوز والزيتون، لحظ البعض منهم وجود القبار بكثرة في أراضينا فطلب جمع ثمارها عارضاً شراء هذه الثمار، فبدأ عدد محدود من أهالي المنطقة بهذا العمل لصعوبة حواشه (جمع الثمار) مما جعل سعر الكيلو الواحد 
تكبير الصورة
زهرة نبات القبار
في بداية الأمر يفوق المائتي ليرة سورية، مع العلم أن الموضوع قد مضى عليه سنوات عديدة (تقريباً سبع سنوات)، ومع اتساع رقعة الأراضي التي بدأ أهالي المنطقة بحصاد ثمار القبار منها، أخذ السعر بالانخفاض بشكل متناسب طرداً مع كميات القبار المنتجة، ومع ذلك فقد بدأ تنظيم العمل بشكل أفضل، حيث بإمكان أي شخص جمع الثمار وبيعها لعدد من البقاليات المنتشرة في القرى، وبدورهم أصحاب البقاليات يقومون بجمع كميات من القبار ضمن براميل متوسطة الحجم، وبيعها لتاجر مركزي في المنطقة، ومنه إلى تجار من مدينتي حلب وإدلب، ومنها إلى خارج القطر".

بدوره الدكتور (محمد الخطيب) من الوحدة الإرشادية في القرية أوضح لموقع eHoms بعضاً من حقائق نبات القبار بقوله:" إن (القبار) أو كما هو معروف باللغة المحلية 
تكبير الصورة
الدارجة بــ (الشفلح) يستخدم اليوم وعلى نطاق واسع في معالجة حالات تصلب الشرايين ومنشط لعمل الكبد وأن تناوله يؤدي الى تحسين الدورة الدموية وتكثر استخداماته كمنبه كبدي ويمكن أن يستخلص من جذور القبار مواد طبية تستخدم لمعالجة حالات فقر الدم والاستسقاء والتهاب المفاصل وداء النقرس، كما أن مستقطر جذور القبار تستخدم في صناعة وتكوين المستحضرات التجميلية وتفيد في معالجة التهابات الجلد والحساسية، ويرى أخصائيو الطب البديل أن نبات القبار في مقدمة النباتات الطبية التي يجب أن يهتم بها من يحرص على الاستشفاء من أمراض الروماتيزم وارتفاع نسبة السكر في الدم والمصابون بالنفخة والاضطرابات الكبدية، وقد وجد ذكر القبار في المخطوطات الفرعونية، ويشاع استخدامه كنوع من أنوع المخللات لتحسين نكهة بعض الأطعمة".

وعن طريقة حفظه تقول أم 
تكبير الصورة
طريقة حفظ القبار داخل البراميل ( تخليله )
أحمد:"بعد فرز الحبات الكبيرة عن الحبات الصغيرة من الثمار (الحبات الصغيرة ذات السعر الأعلى والأكثر طلباً للشراء)، يتم وضعها في (براميل ) ورش الملح الصخري فوقها (كل برميل يحتاج 10 كغ من الملح الصخري) ونقعها بالماء الواجب تبديله كل أربعة أيام، ويجب أن تبقى في هذه البراميل كحد أقصى /20يوم/ وفي أيام الصيف حيث تزداد الكمية الموردة إلينا من جامعي القبار (كون طلاب المدارس يتفرغون لهذه العملية) لا يبقى القبار (المخلل) لدينا أكثر من خمسة أيام حيث يأتي فوراً تاجر من المنطقة ليجمع ما توفر لدينا".

بعض الأهالي يتحدث عن منافع القبار، فيما يقول البعض الآخر أن القبار يستخرج منه مواد مخدرة، فيما لا يهتم بعض ثالث سوى بسعره الذي أشبه يشابه البورصة فقط في المنطقة، ولأهل المنطقة بامتياز.

الأحد، 3 أبريل 2016

مربى المشمش "ملك المربيات"

لجأ الإنسان القديم إلى التأقلم مع ظروف الحياة بحيث كان يسعى دائما إلى تأمين حاجاته من المواد الغذائية في غير مواسمها، ولاسيما تلك التي تمنحه طاقة إضافية في فصل الشتاء البارد ولا سيما المربيات
تكبير الصورة
وربما كان مربى المشمش كما تصفه السيدة "فاتن بطحيش" أم "ولاء" من ريف دمشق هو" ملك المربيات" الذي برع في صناعته السوريون.

وعن الأسباب التي دفعت الإنسان اللجوء إلى مثل هذه الصناعة الغذائية، تؤكد السيدة" فاتن "، أن عوامل عدة دفعت الإنسان إلى ذلك، أهمها أن غوطة دمشق مشهورة بإنتاج المشمش بأنواعه كافة، ونظراً للإنتاج الكبير وضعف التسويق فيما مضى، وعدم توفر معامل التصنيع، وحتى لا تهدر النعمة كما يقول آباؤنا وأجدادنا من جهة ثانية، وحتى نوفر التنوع في الغذاء لنا ولأطفالنا، ولاسيما في فصل الشتاء وفي شهر رمضان الكريم كتحلية من جهة ثالثة وغير ذلك من الأسباب.

مربى المشمش

لكن كيف تتم صناعة مربى المشمش تقول السيدة "أم ولاء" هناك ثلاثة أنواع من مربى المشمش وكل نوع تلزمه طريقة محددة لصناعته وتشترك الطرق الثلاث بضرورة الغسل الجيد والتنشيف التام :

المشبك: تتابع السيدة "أم 
تكبير الصورة
ولاء" يتم بداية غسل المشمش المعد للمربى، ويوضع بمصفاة حتى ينشف نهائياً، وبعد ذلك نقوم بنزع البذور الداخلية للمشمش، ثم نضع السكر على المشمش بحيث يقابل كل كيلو غرام مشمش كيلو ونصف الكيلو من السكر، لأن المشمش من الثمار الحمضية، ومن ثم نخلط المشمش بالسكر ونتركه لمدة ربع ساعة.

وبعد ذلك نضعه على نار هادئة حتى لا يحترق مع ضرورة التحريك التدريجي والمستمر بملعقة خشبية لمدة نصف ساعة، ولابد من التأكد من إذابة السكر تماما قبل الغليان، وقبل حوالي سبعة دقائق من نهاية عملية الغلي نضع كمية بسيطة من حمض الليمون، وأثناء الغلي ترفع عن المربى الرغوة كلما ظهرت حتى يثخن، ويختبر المربى عن طريق التذوق، بعد ذلك يتم رفع القدر عن النار حتى يبرد تماما،ويمكن وضعه بالصينية تحت الشمس بعد تغطيته بقطعة من الشاش لمدة تتراوح بين ثلاثة وخمسة أيام مع التحريك اليومي بملعقة جافة ونظيفة، 
تكبير الصورة
بعد ذلك يوضع بالقطر ميزات / المطربانات/.

"الممروت"

تقول "فاتن" نتبع خطوات الطريقة الأولى نفسها من غسيل المشمش وتنشيفه عن طريق وضعه بالمصفاة، بعد ذلك تنزع البذور الداخلية للمشمش، ثم نقوم بعصر المشمش على عصارة الفواكه، أو مكنة اللحمة "هرس" ونضعه بمصفاة فوق الطنجرة، أو أي وعاء ونحاول تمرير العصير المهروس من خلالها فلا يبقى على وجه المصفاة إلا التفل فقط .

نضيف بعد ذلك لكل كأس من العصير الناتج كأس ونصف سكر ونقوم بتذويبه حتى النهاية، ثم نضعه بصينية لمدة أسبوع تحت الشمس مع التحريك اليومي، ونتركه بدون غطاء حتى يصبح لونه أشقر ليصبح سميك القوام، ثم نضعه بقطرميزات دون تغطيته بإحكام، وإنما فقط بقطعة شاش حتى تتشكل طبقة قاسية على سطح المربى، ثم نحكم إغلاقه" هذا النوع يتم بدون غلي".

مربى المشمش المفلق:

يغسل المشمش ويجفف تماما، ويقطع نصفين لإزالة النواة ثم يوضع 
تكبير الصورة
في مصفاة ليتم تنشيفه نهائيا، ونقوم في هذه الأثناء بتحضير القطر " ماء وسكر وكمية صغيرة من حمض الليمون"، ثم نضع القطر المغلي على المشمش المحضر سابقا في وعاء مسطح، ونضعه أيضا تحت الشمس مع تغطيته بالشاش، ونحركه يوميا وعلى مدى أربعة أيام وصحتين وعافية .
http://www.esyria.sy/ehoms/index.php?p=stories&category=misc&filename=2008061600000313

(الحاجة أم الاختراع)... الطاقة البديلة كما يراها الناس

يروي لنا كبار السن عندما نجلس معهم عادةً عن الأساليب والأدوات التي كانوا يستخدمونها في السابق للاستفادة من مصادر الطبيعة، سواء كانت هذه الاستفادة على شكل تبريد أو كوسائل لحفظ الطعام، أو على شكل تدفئة أو بأشكال أخرى مختلفة، ووكانوا يرجعون ذلك إلى أن العالم حينها لم يكن بكل هذا التعقيد.
تكبير الصورة
اليوم الجميع يتحدث عن نهاية عصر البترول، وجميع دول العالم تبحث عن البديل، فماذا سيحدث لنا لو انتهى مخزون البترول و لم نمتلك مثل هذه الطاقة؟ كيف سيكون بإمكاننا توليد الكهرباء مثلاً؟ وكيف علينا أن نخطط للمستقبل.

eDamascus توجهت إلى كبار السن وسألتهم عن مفهومهم للطاقة البديلة بتاريخ 7/7/2008 وكانت لنا اللقاءات لتالية.

السيد (محمد مرعي) 65سنة في منطقة باب شرقي قال عن مفهومه الطاقة البديلة: "هي التي كانت تغنينا عن استعمال الثلاجات الكهربائية، التي لم تكن موجودة في زماننا، أذكر عندما كنت طفلاً، أننا كنا نضع الخضار الطازجة والأطعمة في (النملية) وهي خزانة خشبية توضع فيها الأطعمة أو (سلة) تعلق في الهواء، فتحفظ الطعام من التلف وكنا نعود لاستعمالها في اليوم التالي، كما كنا نجفف الخضار و الفواكه ونحفظها في (القطرميز) ونضعها على (السدة) والتي تعني مستوي مرتفع توضع 
تكبير الصورة
عليه الأواني الزجاجية، وبهذه الطريقة كنا نحصل على فاكهة وخضار الصيف في فصل الشتاء".

أما السيد (محمد سليم حسن) 52 سنة:

- كنا نستعمل (التنور) فلم يكن لدينا أيامها الفرن الكهربائي أو الغاز الذي يستخدمه الجميع هذه الأيام، فكنا نخبز على التنور ونستعمله لصنع بعض الأطعمة. كما أن (التنور) حافظ جيد للحرارة مثل الفرن الحديث، وما يجعله حافظاً جيداً للحرارة هو تصميمه المتقن، فهو محاط بطبقة من التراب الأحمر و الزجاج و الملح.

أما السيد (فيصل الركبي)59سنة فقد تحدث عن مادة من الكلس كان المعماريون يستخدمونها في البناء، فيخلطونها مع الحجارة، هذه المادة تعكس درجة حرارة المنزل، فيصبح بارداً في الصيف ودافئاً في الشتاء، ومازالت هذه المادة تستخدم إلى اليوم في أنظمة البناء ويستخدمها (نجارو الباطون) في مدينة حلب.

(غرفة المونة)هي مفهوم السيدة (وفاء اللوجي) 58 سنة عن الطاقة البديلة،
تكبير الصورة
تقول:"سابقاً لم تكن الكهرباء موجودة وحتى إن وجدت لم تكن تستعمل بشكل واسع كما هي اليوم، فنحن مثلاً كان لدينا غرفة اسمها (غرفة المونة)، وهي غرفة باردة لأنها منخفضة عن مستوى البيت وسقفها مرتفع، لذلك كنا نضع فيها الأطعمة والحبوب و الخضار، وكانت هذه الغرفة تحفظ الأطعمة دون أن تتلف، و كنا نستعمل الفانوس للإنارة بدلاً من المصابيح الحالية".

أما بالنسبة لجيل الشباب كعينة أخرى لها فئة عمرية مختلفة و ثقافة مختلفة، كان لنا معهم الاستطلاعات التالية:

السيد (وليد دخو) 28سنة:"الطاقة البديلة هي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة المياه، وكل نوع من أنواع الطاقة الصديقة للبيئة".

الآنسة (لما عيسى) 24 سنة:

-الطاقة البديلة هي الطاقة النظيفة، التي من المفترض أن تغني عن استعمال النفط أو الكهرباء، كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

الآنسة (منال شاكر) 16 سنة أجابت:لا أعرف ما 
معنى الطاقة البديلة.

السيد (وسيم طه) 21 سنة: "الطاقة البديلة هي الطاقة المتجددة، والقليلة الكلفة، مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، التي لا تكلف كثيراً".

فكبار السن وجيل الشباب لكل منهم تصور مختلف عن الطاقة البديلة، إلا أن الجميع تحدث عن طاقة متوفرة في الطبيعة، وعن طاقة رخيصة وسهلة الاستخدام، و وسيلة مفيدة عملية، لها فوائد كثيرة.
http://www.esyria.sy/ehoms/index.php?p=stories&category=misc&filename=2008071317450219

الزنجبيل يتفوق على الفياغرا

شهدت أسواق بيع الزنجبيل في ادلب انتعاشاً حيث يصفها البعض "بالجذور الشيطانية" ظناً منهم بأن الزنجبيل يعوض لهم ما فقدوه من الطاقة ويوفر لهم حسب اعتقادهم القدرة الجنسية من جديد.
تكبير الصورة
ويتصدر الزنجبيل اليوم أحاديث الرجال والنساء وغالباً ما يبدأ الرجال مجالسهم وهم يغوصون بالواقع الاجتماعي المعايش بالحديث عن الزنجبيل وفوائده بأسلوب كوميدي وقد أضحى من أكثر المواضيع حضوراً في المجالس إذ نادراً ما تجد مجلساً لا يتناول الرجال فيه الزنجبيل شراباً مغلياً وهي الطريقة التي يعتقد الكثير من باعة الأعشاب الطبية أنها أكثر الطرق فائدة.‏

وفي الغالب تكون أسعار الزنجبيل مرتفعة فهو نبات استوائي مستورد وتموين الرجال بالزنجبيل غالباً ما يتم من قبل النساء فهن أكثر من الرجال دقة في تحديد مواعيد هذا الوافد الغريب.‏

والملاحظ من حركة الأسواق الدور الكبير 
تكبير الصورة
الذي يلعبه الباعة في الترويج لبيع الزنجبيل ذاكرين له فوائد تجعله الترياق الشافي لكثير من الأمراض، لكن هل حقاَ للزنجبيل هذه القدرات السحرية؟

تقول المؤلفة ليندا روث في كتابها "المواد النباتية والطبيعية" عام (2006) بأنه من الثابت علمياً أن الزنجبيل من المواد ذات التأثيرات الواضحة على الجهاز الهضمي, وبآليات مختلفة وهو يعتمد ضمن دساتير الأدوية النباتية المعتمدة في بعض بلدان العالم، ولا سيما أميركا وشرق آسيا ومن أهم تأثيراته على الجهاز الهضمي هو تسريع مرور الأطعمة والمواد ضمنه ما يجعله مفيداً كعلاج نباتي في حالات تشنج الكولون وبشكل خاص لمحاربة الإمساك المرافق للتشنج، 
تكبير الصورة
كما أنه يفيد في علاج القلس المريئي والقلس هو عودة عصارة المعدة والمواد الطعامية إلى المري, وهذه الظاهرة مرضية تسبب الشعور بالحرقة خلف القص والتهاب المري, وهنا تتلخص فائدة الزنجبيل بتفريغ المعدة بسرعة من عصارتها ومن المواد الطعامية ما يقلل من حدوث القلس المريئي, ويساعد في شفاء التهاب المري الهضمي, وله دور كمضاد التهاب غير سيتروئيدي ذي تأثير مسكن, ويساعد في حالات ارتفاع الحرارة وعلاج أمراض المفاصل موضعياً أو عن الطريق العام.

وهنا لا بد أن ننوه أن الزنجبيل يحتوي (4- 8)% مادة زيتية, والكميات المنصوح بها من الزنجبيل الجاف 500 ملغ من 
(2-3) مرات في اليوم, ولا يجوز استخدامه في أثناء الحمل والإرضاع أو عند و جود حساسية له, وقد يسبب لدى بعض الأشخاص الإقياء والغثيان, ويمكن أن يتداخل مع الأدوية الأخرى التي يتناولها الانسان.. فاحذروا

دبس البندورة المنزلي.. وطريقة لنكهة مميزة

يحتل محصول البندورة المرتبة الأولى في القطر بين محاصيل الخضراوات المختلفة، وذلك في مجالات الاستهلاك الطازج والتصدير والتصنيع، وتُزرع كعروةٍ صيفية في معظم أنحاء القطر، كما زُرعت مؤخراً في البيوت البلاستيكية الدافئة كعروةٍ شتوية.
تكبير الصورة
وللبندورة قيمتها الغذائية العالية بما تحتويه من أملاح وفيتامينات وأحماض عضوية، ولها أصناف محلية متعددة يسمى كل صنف بحسب المنطقة التي يزرع فيها، وتنجح زراعتها في مختلف أنواع التربة.

إضافةً إلى حضورها القوي في الاستهلاك الطازج كما قلنا، فإنّها تُعالج منزلياً في ريفنا السوري لتصنيع أنواع مختلفة من المأكولات التي تحفظ كمؤونة شتوية، حيث تُعالج وتُحفظ بطرق تقليدية ريفية في البيوت.

موقع eAleppo زار بتاريخ 27/7/2008 أحد البيوت الريفية في قرية "جوم" – منطقة "عفرين" والتقت بالفلاحة "مريم محمد ديب" وذلك للتعرّف على كيفية معالجة البندورة في الريف وتصنيع مختلف أنواع المؤونة التي تدخل فيها هذه المادة الحيوية.

كانت مضيفتنا منهمكةً بعملها في صنع دبس البندورة، حيث استقبلتنا بحرارة لا تقل عن حرارة ذلك اليوم الصيفي، وبعد أخذ قسطٍ من الراحة تحت شجرة صنوبر كبيرة، سألناها عن الطرق الريفية التقليدية في معالجة البندورة وكذلك أنواع المأكولات التي يتم تصنيعها 
تكبير الصورة
تجفيف ثمار البندورة بالشمس لحفظها كمئونة شتوية
منها والتي تُحفظ كمؤونة في البيوت، فقالت: «إنّ محصول البندورة هو من أهم وأكثر المحاصيل الزراعية حضوراً في حياتنا فهو يُستخدم في أغلب الطبخات المعروفة والسلطات الشائعة في بلدنا في البيوت والمطاعم، وهناك العديد من المأكولات التي تدخل هذه المادة في تصنيعها لحفظها في البيوت في الريف والمدينة على حد سواء، ليتم تناولها على مدار العام وخاصّةً في فصل الشتاء حيث تكون البندورة قليلة في السوق أو غالية الثمن».

وتابعت "مريم" حديثها قائلةً: «أهم وأكثر أنواع المأكولات التي نحفظها كمؤونة شتوية ونقوم بصنعها بأيدينا هي:

- البندورة المجففة: حيث نقطف الثمار ونغسلها ثم نقسّم الثمرة الواحدة إلى قسمين وننشرها على سطح البيت لتعريضها لأشعة الشمس حتى تُجفف ومن ثمّ نعلّقها في المطبخ بواسطة خيط ليتم استعمالها شتاءً مكان البندورة الطبيعية وهي ذات نكهة لذيذة.

- دبس البندورة: حيث نبدأ بقطف ثمار البندورة الحمراء الناضجة من البساتين المجاورة ووضعها في 
تكبير الصورة
دبس البندورة معرضاً للشمس بعد غليه
سلال ٍكبيرة ٍ لنقلها إلى البيت، حيث نقوم بغسلها جيداً ومن ثم تقطيعها إلى قطع متوسطة ووضعها في أوان ٍمعدنية أو بلاستيكية مع إضافة قليل من الملح إليها ومن ثم تركها عدة ساعات، لنقوم بعصرها بالتعاون مع جميع أفراد الأسرة وحتى الجيران، وذلك من خلال مصفاة مخصّصة لهذا الغرض، للحصول على سائل ٍ لزج ٍ مصفى أحمر اللون لا يحتوي على القشور والبذور.

بعد ذلك نقوم بوضع ذلك السائل في أوان ٍ معدنية كبيرة ليتم غليها، حيث تستغرق العملية أكثر من ثلاث ساعات ليتم بعدها تفريغ هذا السائل الساخن وتبريده قليلاً على سطح المنزل، حيث يكون له رائحة شهية، وهي تقتحم القرية، وهناك طريقة أخرى حيث نعرّض السائل المصفى لحرارة الشمس عدة أيام دون غليه ومن ثم نقوم بحفظ دبس البندورة في الحالتين في أوان ٍ زجاجية محكمة الإغلاق حيث تُحافظ على طبيعتها لأكثر من سنة، بدون أن يتغير 
تكبير الصورة
طبخة المحشي, حيث يستعمل دبس البندورة فيه
لونه وطعمه أو نكهته الشهية».

تتابع "مريم محمد ديب": «بانتهاء عملية غلي رب البندورة تسود البهجة والفرح في العائلة، حيث نطمئن إلى أننا بتنا نملك مؤونتنا الشتوية من دبس البندورة وسوف نتناوله على مدار العام».

وأكثر الوجبات التي يُستخدم فيها دبس البندورة، برأي "مريم"، هي المحاشي بأنواعها المختلفة إضافةً إلى طبخات المعكرونة وغيرها.
http://www.esyria.sy/ehoms/index.php?p=stories&category=misc&filename=2008073113500211

"الصبارة" صيدلية متنقلة

"حلوة ومزاوية"، "يا صبارة باردة وبتبل القلب، طيبة ياصبارة وعالندى أكلها" و"ياصبارة يا ورد، ريحتك جميلة بس شوكك بيجرح"، عبارات عديدة نسمعها في حارات وأزقة وشوارع "دمشق"، في محاولة لاستقطاب المارة من الناس، ودوماً كانت وما زالت العبارة التي يطلقها هذا البائع أو ذاك معبرة بشكل أو بآخر عن معنى محدد، فحلوة ومزاوية
تكبير الصورة
تعني أن مصدر الصبارة هو بساتين "المزة"، هذا ما أكده "أحمد السالم" أحد بائعي الصبار في منطقة "الفحامة" وسط "دمشق" بتاريخ 7/8/2008، الذي أردف قائلاً: «مازلنا نتسوق الصبار من "المزة" ولكن بكميات قليلة، لأسباب يعرفها الجميع منها تحول معظم بساتين الصبار هناك إلى أبنية سكنية، ولذلك أصبحنا نتسوقه من "داريا" و"دروشة" بـ"ريف دمشق"، ويلخص لنا السيد "السالم" كيفية تقشير الصبارة فيقول: «بداية كما ترى عدتي سكين صغيرة وكف من البلاستيك يحميني من الأشواك الناعمة، والعملية يجب أن تتم بسرعة، وبراعة كي لا يتلف أي جزء من الصبارة، ويتشوه منظرها، لأنه وببساطة العين هي التي تأكل أولاً».

ومن هنا أضاف السيد "أحمد": «يعمل بائعو الصبار على تزيين بسطاتهم بالأزهار والرياحين والثلج، ما يثير شهية المارة ويدفعهم لالتهام أكبر عدد من حبات الصبار».

صيدلية متنقلة:

لكن لماذا هذا الاهتمام بالصبارة كفاكهة صيفية درج 
على تناولها أبناء "دمشق" على مدى سنوات طويلة، يلخص لنا الطبيب "أيمن الجباوي" فوائد الصبار فيقول: «أكدت الدراسات العلمية أن الصبار يحتوي على كمية كبيرة من السكريات بنسبة(14%) وبروتينات بنسبة(1%) ومقادير متوسطة من الأملاح المعدنية إلى جانب فيتامين(ج) وفيتامين( أ ) والثمرة ممتلئة بالفيتامينات والمعادن بشكل متوازن وطبيعي لرفع مناعة الجسم بالدرجة الأولى وأهم المعادن التي تحويها ثمرة الصبارة الكالسيوم والمغنيزيوم والبوتاسيوم ومجموعة من الفيتامينات مثل فيتامينيِِِ (A-C) واكتشف الباحثون عدة فوائد صحية أخرى لتناول الصبار حيث يساعد على إفراز الصفراء وطارد للديدان المعوية وعلاج حب الشباب وبثور الوجه، ويدخل في صناعة الكثير من مستحضرات التجميل، وقد يستعمل طازجاً في دهان بشرة الجلد المحترقة من أشعة الشمس المباشرة، كما يستخدم في التئام الجروح المختلفة، وعلاج بعض الأمراض الجلدية، وتستخدمه النساء في ترطيب وتنعيم جلد البشرة للوجه والأطراف، وتناول عصير الأوراق الطازجة يمنع 
تكبير الصورة
الإسهال، إنه باختصار صيدلية متنقلة».

أكثر من مئتي صنف:

ويصف لنا المهندس الزراعي "سعيد الزعبي" شجرة "الصبار" أو "التين الشوكي" فيقول: «شجيرة يبلغ ارتفاعها نحو المترين، وأصلها من بلاد المكسيك في أمريكا، ويزرع في منطقة البحر المتوسط، وبعض المناطق من أوروبا، والهند، وأستراليا، وشمالي أفريقيا، وللصبار نحو(200) صنف، بيد أن طريقة زراعتها متشابهة، ويتكاثر الصبار بغرس قطع من ألواحه، أو من خلال البذور، وفي حال الرغبة في الحصول على نبات سريع الإثمار يغرس فرع عليه ألواح، وهنا لابد من الإشارة إلى أن الصبار يثمر في السنة الثانية من زراعته، ولكن الحمل لا يكون غزيراً إلا بعد مرور ست إلى ثماني سنوات على الغرس، ويمكن لكل لوح أن يحمل أكثر من ثمرة، ولكن من المستحسن أن لا تزيد عن ثماني ثمرات لأن ذلك يؤثر على حجم الحبات، ويكون إثمارالصبار متتابعا طوال الصيف وزراعته 
تكبير الصورة
مربحة حيث يباع ثمره بسعر مقبول، وينصح أن يكون حصاد الثمار في الصباح الباكر حيث تكون الأشواك أقل حدة».

بقي أن نشير أن بيع الصبارة أضحى جزءاً من الفلكلور الدمشقي الأصيل ويستمر بيعها طيلة أشهر الصيف، دون أن يكون هناك موعد محدد لبيعها، ويتراوح سعر الحبة الواحدة بين خمس وعشر ليرات سورية.
المصدر 
http://www.esyria.sy/ehoms/index.php?p=stories&category=misc&filename=2008082000150216

جريئة ولا تنظر إلى الخلف.. ولها فسحة في "حمص"

لم ترتبط مدينة في التاريخ كارتباط "دمشق" بالياسمين حتى بات اسم هذا النبات مرادفا "للشام" في كثير من الأحيان، وللياسمين حكايات كثيرة مع الشعراء والعشاق فإذا كانت بلادنا قد أنجبت أول أبجدية للعالم فيحق لنا أن نقول أننا أنجبنا أول أبجدية للياسمين أيضا عن طريق عراب الياسمين "نزار قباني".
تكبير الصورة
وليست "حمص" ببعيدة عن هذه الأجواء فشعراؤها تغنوا بالغوطة الحمصية وهوائها العليل والخضرة على ضفاف العاصي هذا ما يجعلنا نتسأل هل أجواء "حمص" كانت ملائمة لزراعة ونمو الياسمين.

تجيبنا المهندسة الزراعية "لوسيا السكت" عن هذا التساؤل بعد إعطاء فكرة عن نبتة الياسمين والتي التقيتها في (3/9/2008)

الياسمين نبتة جريئة لا تنظر إلى الخلف ...

: «ليس فقط بالرائحة الجميلة تتميز، وإنما هي زهرة جميلة إذا فسح لها المجال نراها تجتاز وتتسلق بجرأة متابعة طريقها دون النظر إلى ما وراءها، ولكنها بنفس الوقت بسيطة الشخصية تتأقلم بسهولة مع الوسط المحيط داخل المنزل أو خارجه، هي نبتة تتلاءم مع جميع الظروف ولا توجد أي نوع من الحساسيات بينها وبين الترب التي تزرع فيها، رائحتها العبقة تنتشر في الأجواء وتجذب الفراشات نحوها.

وتضيف المهندسة "لوسيا":

«تحتاج نبتة الياسمين إلى كمية جيدة من أشعة الشمس والهواء 
تكبير الصورة
مع العلم أنها تتحمل القليل من الظل، هذا بالنسبة للشتلات المزروعة خارج المنزل».

ولـ"حمص" من الياسمين حصة..

هذا ما يفسر إمكانية زراعة هذه النبتة ونموها في "حمص" لما تمتاز به المدنية من أجواء مناسبة وتربة.. خصوصا في منطقة "الوعر" والغوطة وفي ريف "حمص" الغربي.

تقول المهندسة "لوسيا" في هذا السياق: «"حمص" بهوائها وتصميم الحدائق المنزلية في البناء الحديث فيها تقدم ظروفا مناسبة لنمو وحياة الياسمين

تربة "حمص" هي من الترب الخصبة المناسبة لنمو الكثير من النباتات وقد كانت زراعة الياسمين من الزراعات الناجحة فيها. ولكن يراعي رش نبات الياسمين بالمبيدات الفطرية وذلك نظرا لانتشار مرض يسمى اللفحة (لفحة الأزهار في الياسمين) وهو من الفطريات الطحلبية (phycomy cetes) العامل المرضي المسبب له هو (choanophora infundlipra) وهو من الأمراض التي تنتشر نتيجة ارتفاع الرطوبة وهو ما يخشى من ظهوره على نباتات الياسمين في
تكبير الصورة
المهندسة لوسيا
"حمص" بنتيجة ارتفاع الرطوبة الجوية في بعض أشهر السنة وتظهر الأعراض على شكل ذبول الأزهار وظهور نموات الفطر على "بتلات" الأزهار (تلاحظ بغزارة عند ارتفاع الرطوبة كثيرا) وتجب معالجته بجمع الأزهار المصابة وحرقها ورش المبيدات الفطرية مع التأكيد على عدم تكرار رش مثل هذه المبيدات منعا لتأثر الزيت العطري (زيت الياسمين)».

لا يختلف منظر الياسمينة المتدلية من الشرفات والمتسلقة على الجدران بين "دمشق" و"حمص" كثيرا ولكن ربما امتازت "دمشق" بالياسمين بسبب كثرة البيوت القديمة فقد أصبحت الياسمينة جزءاً أساسية من البيت الشامي القديم نتيجة حب أهل الشام لزراعة الياسمين.

الياسمين نبات كريم...

تعود تسمية الياسمين إلى العربية والفارسية وتعني (هبة من الله) وهي نبتة كريمة تزهر كل يوم وأزهارها كثيفة مما دعى أحد الشعراء للقول: «عندما أزور مدينة ما لأول مرة أبحث عن ياسمينها فالمدن تعرف من ياسمينها».

ذلك اللون الأبيض 
تكبير الصورة
من ياسمين حمص
والرائحة الفواحة من منا لم يفرك يديه بالياسمين لعل الحبيب إن سلم علينا اشتم كفه بعد ذلك.

الياسمين من العائلة الزيتونية اسمه بالانكليزية "Jasmine" يتوفر منه حوالي (200) صنف، لونه الأساسي الأبيض ولكن منه ماهو أصفر تزهر معظم أصناف الياسمين في الربيع والصيف إلا أن الصنف (J.nudiflorum) يزهر شتاء.

تصنيف الياسمين وزراعته...

وبالنسبة لتصنيف الياسمين وزراعته أفادتنا المهندسة "لوسيا" فقالت: «يصنف الياسمين ضمن النباتات المتسلقة التي تتسلق بوساطة التفاف الساق والأفرع، فترة إزهارها طويلة، وهي تمتد من أوائل الصيف إلى أواخر الخريف، الياسمين نبتة محبة للضوء والحرارة المعتدلة، وقد تسبب البرودة تساقط بعض وريقاتها، يفضل إزالة الفروع القديمة والمتشابكة والمريضة لتبقى الياسمينة قوية وكثيفة، وذلك لأن التقليم الجيد للنبتة يساعد على إيصال أشعة الشمس إلى جميع أجزاء الشتلة من جهة ومن جهة أخرى يمكن توفير التهوية الضرورية لها لتبقى نضرة وجميلة، هذا وتختلف طريقة التقليم حسب الشكل الذي نريده للنبتة أي بشكل شجيرة أو عريشة».

المصدر : http://www.esyria.sy/ehoms/index.php?p=stories&category=misc&filename=200809051050013

"العناب" دواء الحلوين منذ آلاف السنين

منه  أسوار حمت مدن الأرض (جنود الرومان القدماء أحاطوا به معسكراتهم)، وحتى للعصافير منه أوكاراً (طيور العرب احتمت به)، له كتب الشعراء "الجاهليون" قائلين:
تكبير الصورة
«كأن قلوب الطير رطباً ويابساً لدى وكرها العنّاب والحشف البالي»

وأما الصوت الملائكي للسيدة "فيروز"غنّى:

«عنبية القمطة عنبية من عشية لبستها الصبية....».

لابد وأنكم تتساءلون ما هو هذا الشيء، حبة صغيرة، سوداء أو حمرة وبنية، تشبه الزيتون إلا أنها حلوة ولذيذة الطعم ولبّها أبيض وهش، ببساطة هي حبة "العنّاب" وهو نبات شجري من الفصيلة السدرية .

بلده الأصلي هو "الصين" ويزرع فيه منذ أربعة آلاف سنة، ويزرع في المناطق الحارة وشبه الحارة ("نيوزيلندا"، جنوب شرق "آسيا") لكنّه وصل إلى شرق "حمص"!

ومن شرق مدينة "حمص" وتحديداً قرية "المشرفة" وفي يوم خريفي من تاريخ (26/9/2008) ومع صور لما تبقى لثمار العنّاب على شجرة من أشجاره الكثيرة الموجودة في البستان الصغير التابع لمنزل السيدة "سميرة إبراهيم" المعروفة بـ"أم هاني" وهي من سكان "المشرفة"، كان لـ eHoms لقاء وحديث وكمشة "عناب"

وقالت: «زرعت هذه الأشجار أنا وزوجي الذي يعمل مهندساً زراعياً، 
تكبير الصورة
ثمار "العنّاب"
وقد أحضرها على شكل شتلات صغيرة تستلزم حوالي (3 إلى 4) سنوات لتثمر وتعطي محصولاً، فهي بالإضافة لإمكانية تناولها كفاكهة عادية، يمكن الاستفادة منها في صناعة نوع من أنواع "العنبري" وهو مشروب معروف جداً لاسيما في عيد "الميلاد" وهو يتألف من ثمار العنّاب التي يضاف إليها السكر والكحول ويخمّر جيداً في وعاء زجاجي كبير محكم الإغلاق ويترك لمدّة لا تقلّ عن الشهرين وكلمّا تمّ تعتيقه يصبح أفضل، بالإضافة إلى مربى "العناب" الذي له طعمه لذيذة ومميزة عن غيرها.

هذا بالنسبة للأطعمة التي تستفيد منها ربّات البيوت، فما هي الفائدة الطبية التي تأتي من شجرة شوكية ؟

والرأي كان للمهندس "شادي سلّوم" وهو في الوقت نفسه أحد مزارعي القرية:

«"العنّاب" هو شجرة نبات شائك، يبلغ طول الشجرة بين (7-8) أمتار، وأوراقه ذات شكل مستطيل وغير حادّة التسنن، وسمّيت "بالعنّاب" لكونها تشبه في تجمّعها عناقيد "العنب"، فهي حتى في موسم الزهر 
تكبير الصورة
مرحلة من مراحل صناعة "العنبري"
تكون لها عناقيد من الأزهار الصفراء تميل إلى اللون الأخضر، وأيضاً تثمر في الوقت نفسه وتصبح حلوة في نفس موسم العنب، إلا أنها ذات شكل يشبه "الزيتون" وطعم يجمع بين "العنب" و"البلح" ولها نفس نواة الأخير، وبما أنها شوكية فهي تتحمل الحّر وقلّة المياه أي تكتفي بمياه السقاية من المنزل أو الجداول الصغيرة، بالإضافة إلى احتوائها على فيتامينات كثيرة (أ، ب2، ج) ومعادن (كالسيوم، فوسفور، حديد) بالإضافة لسكر "الدم" و"الهلام"، وهو يتبع لفصيلة "التوت البري" وما يدعى بالعامية "توت العليق" و"التوت" الأبيض والأحمر».

"دواء للحلوين من آلاف السنين"

تحدّث الطب عن فائدة "العنّاب" فهو معروف في شرقنا "العربي" كدواء وترياق وقد ذكر في الكتاب الطبي المشهور "لابن سينا" "القانون" أنه جيد للصدر والرئة وأمراض الكلية والمثانة، وذكر أحد الأطباء الإنطاكيين أنّ المغنيّات القدامى في بلاط الملوك حين يجفّ حلقهن كنّ يستخدمنه لخشونة الحلق والصدر والقضاء على السعال واللهيب، بالإضافة 
تكبير الصورة
أخشاب من شجرة "العنّاب"
إلى أنه كان يستخدم كنوع من المقبلات ويحبس القيء ويزال به المرار وأمراض الكبد واليرقان، هذا بالنسبة للثمرة...

أمّا ورقه فإنه يجفف ويسحق ويوضع على الجروح الموبوءة، أو يستخدم مغليه ليداوي الجرب والحكّة، وحتى العمليات الجراحية القديمة كانت لا تستغني عن قشرة الساق الخاصّة بشجرة "العنّاب"، فهي تبطن الجراح الخطيرة وتنقيها وتشفيها، لكن هذا كلّه يجعلك تستبعد كون النواة ذات فائدة أعظم فهي لقرحة الأمعاء وإيقاف الإسهال أحسن دواء.

هذا ما ذكره تاريخ الطب "العربي" فهل تناسى أطباؤنا الحاليون هذه الأهمية ...

وعنها يجيبنا الطبيب "سمير الأحمد": «"للعنّاب" فوائد كثيرة فهو مستخدم بكثرة في صناعة العقاقير الطبية ولاسيما أنّه غير ضار وليس له آثار جانبية سوى انّه يضعف القدرة الجنسية، ولكن محاسنه الكثيرة تشفع له فهو مسكن لآلام الحلق والسعال والربو ويزيد الوزن، وقوة العضلات ويخفّض الحرارة عند الأطفال، إضافة إلى لفائدته الكبيرة على الكبد فهو يخفف الحموضة ومدر للبول، ويستخدم أيضاً في الأدوية المضادّة للكآبة والهيجان مع زيادة القدرة على التركيز والاحتمال». منقول بتصرف 
المصدر 
http://www.esyria.sy/ehoms/index.php?p=stories&category=misc&filename=200810050120012

"إكليل الجبل" وعشبة لجميع الاستعمالات

«استعملها الرومان رمزاً "للموت"، واليونان رمزاً للحب"، حملته "العرائس" في جبال "أوروبا" مع باقات الورود ليجلب (لهم الحظ ويحفظ الأمانة والإخلاص)، استخدمه علماؤنا "العرب" في وصفاتهم الطبية ووضعوه على الجروح، والآن يدخل في تركيب العديد من المستحضرات الطبية والتجميلية».
تكبير الصورة
هو نوع من الأعشاب التي تنمو في معظم مناطق العالم ويعود موطنها الأصلي لجنوب "أوروبا" وتدعى بـ "إكليل الجبل" أو "حصا البان" واسمه العلمي "Rosmarinus"

السيد "عماد منصور" يزرع "إكليل الجبل" في حديقة منزله منذ حوالي (25) عاماً، وعن هذه العشبة المميزة يحدث موقع eHoms الذي التقاه بتاريخ (11/12/2008) فيقول: «نستعمل هذه العشبة في أصناف الطعام، والمشروبات، وحتى في حفظ أنواع "المخللات" وقديماً كنا نضعها على المبخرة لتعطي رائحة 
تكبير الصورة
تجفيف "أكليل الجبل"
عطرية جميلة جداً، وأنا شخصياً مهتم بهذه النبتة التي لا تعطى حقها كما يجب على الرغم من أهميتها، فتذكر الكثير من الكتب التي قرأتها أنها كانت تستخدم لحفظ أنواع (اللحوم، الدجاج، الأسماك) لمنعها من التأكسد والتلف، إضافة لاستخدامها أثناء الشي لكونها تجعل اللحوم أكثر نضجاً».

ولكن كيف يصف أصحاب الخبرة وأهل الطب هذه النبتة حيث التقينا الصيدلانية "ميشلين نصّار" التي قالت لنا: «يحتوي "إكليل الجبل" على عدد كبير من المواد 
تكبير الصورة
السيد "حسام المبروك"
والزيوت الطيارة مثل (البورنيول، الكامفين، الكافور، السينيول وحمض الروزمارينيك)، يستعمل كمضاد للأكسدة، ويدخل في تركيب أدوية "الزهايمر"، وأمراض "القلب" إضافة إلى أنه يوجد في مستحضرات التجميل مثل (الشامبو، مضادات القشرة، حمامات البخار للوجه والقدمين، وعلاج التجاعيد)، مع وجود الزيوت العطرية فيه والتي تدخل في تركيب "العطور"، إضافة لخواصه المطهرة».

يباع "إكليل الجبل" أيضاً في "سوق العطارين" الذين يعتبرونه من أهم بضائعهم وعن هذا يضيف السيد "حسام المبروك" بقوله: «يتم إحضار 
تكبير الصورة
أوراق نبتة "أكليل الجبل"
هذا النوع كغيره من الأعشاب، أي من الحقول أو نشتريه من الفلاحين وسكان القرى الذين يزرعونه، ونزرعه أيضاً في المشاتل الخاصّة بنا، وبعد أن نأتي به أغصاناً كاملة نجففه في مكان (مظلل ومهوى)، وبعدها تفرط أوراقه وتوزن بأوزان متنوعة، وتستعمل كنوع من "الزهورات" لمعالجة (النفخة، مطرٍ للمعدة، مقوٍ للذاكرة، للسعال، الربو، وبعض الأحيان لآلام العضلات والروماتزم)، إضافة إلى أنه ضروري في خلطات "العطور" الأصلية، وأيضاً توضع مع "البهارات" التي توضع على (البيتزا، السلطات)».
المصدر 

http://www.esyria.sy/ehoms/index.php?p=stories&category=misc&filename=200812161425012

الورد... من تشكيل الطبيعة إلى إبداع الفنان

يعد "الورد" من أجمل وأفضل النباتات التي خلقها الله في الطبيعة، لذلك يقدمه الناس كهدية في الأفراح فيكون دليلاً على الفرحة والبهجة والسرور، ويقدم أيضاً في الأحزان لأنه يعبر عن الأمل من جديد.
تكبير الصورة
وللحديث عن كل ما يتعلق بالورود موقع eSyria بتاريخ 28/1/2009، أجرى حواراً مع الشاب "كريم البصيري" صاحب محل لبيع "الورود" في "دمشق"، الذي حدثنا عن هذه المهنة بقوله: «مهنة زراعة الورود موجودة في كل المحافظات السورية تقريباً، لكن أغلبها موجود في "دمشق" لكون الطلب عليها أكبر في العاصمة، ولهذه المهنة ميزات كثيرة من أهمها النظافة، غير الموجودة في كثير من المهن، والبساطة، والراحة النفسية للعامل الذي يحتسي قهوته كل يوم وهو ينظر إلى الورود في بيته أو متجره أو في مشتله، لكن هذه المهنة تشبه البورصة إلى حدٍ ما فالوردة "الجورية" من الممكن أن نشتريها اليوم بخمسين ليرة وفي اليوم التالي تصبح بخمس ليرات والعكس صحيح».

ثم قال: «لا يمكن أن نفصل هذه المهنة عن الإبداع أو الفن التشكيلي، لأن تشكيل باقة الورد تحتاج إلى لمسة فنية مبدعة من العامل فيها، فمن الصعب أن يقوم أي إنسان بتشكيل الورود وصناعة الطاقات (الباقات)، لذلك نلاحظ الكثيرين من إدارات الفنادق الكبيرة والمنشآت 
تكبير الصورة
الشاب "كريم البصيري"
السياحية يتعاقدون مع فنانين تشكيليين ومهندسي ديكور عند عرض الورود في صالات الاستقبال والمطاعم وحتى في غرف النوم».

وعن طريقة العناية بالورود قال: «بعد قطف الورود علينا غمر جذرها في الماء بشكل سريع لأن عمر الورد الفعلي بعد القطف لا يتجاوز الشهر ويختلف عمر الوردة من نوع إلى آخر فمثلاً "الليليوم" من أكثر الورود التي لها قدرة على مقاومة "الذبلان" والموت أما "القرنفل" فهو أضعف أنواع الورود، ويجب توفير درجة الحرارة الباردة في كل فصول السنة لإطالة عمر الورود بشكل عام، وفي كل يوم علينا تغير المياه وقص حوالي 2 سم من جذر الورود، هذا بشكل عام لكن هناك بعض الورود تحتاج إلى عناية خاصة من أجل إطالة عمرها ومنها "القرنفل" الذي يموت فوراً إذا جاء على زهرته قطرات من الماء عند الرش، وهناك بعض الورود لا تأخذ الماء إلا عن طريق خلطها مع التربة، لكن أغلبها يكفيه الماء والحرارة الباردة».

والتقينا الشاب "مهند البصيري" العامل في نفس المتجر مع 
تكبير الصورة
معظم الألوان
أخيه، وهو بدوره حدثنا عن أنواع الورد ودلالاته بقوله: «للورود أنواع كثيرة جداً منها المعروف باسمه وشكله مثل: "الجوري"، "الزنبق"، "القرنفل" ومنها المعروف بشكله فقط مثل: "الليليوم"، "ليون"، "جلبيرة"، "كازابلانكا"، "عصفور الجنة" "فم السمكة"، "مار يوسف"، "الإيريس"، "الكريز"، "الغريب"...إلخ، ولكل نوع أو مجموعة أنواع من هذه الورود مناسبة يقدم من أجلها، فمثلاً يشكل إكليل "العزاء" من ورود اسمها "الغريب" و"الليليوم"، هذه الورود تحمل لونين الأبيض والأصفر، في حين نقدم للمريض باقة من مجموعة ورود لونها أصفر في أغلب الأحيان، وفي كلتا الحالين نبتعد عن الورود الحمراء التي لا تقدم إلا في أعياد الميلاد ومناسبات الزواج، وبالنسبة للعشاق يقدم دائماً باقة من الورد "الجوري" الأحمر فقط، وهذه قاعدة ذهبية ثابته، ولكل مناسبة شكل هندسي يخصها لكن في أغلب الأحيان نشكل "الباقة" على ذوق الناس وهذه الأشكال هي: "مدورة" تؤخذ في أغلب الأحيان لحالات "العزاء" عند المسلمين وعلى شكل صليب عند المسيحيين، في حين "المسطحة" يأخذها في أغلب الأحيان العشاق وزائرو المرضى، 
تكبير الصورة
أزهار النرجس
أما "القاعدية" فتؤخذ لمناسبات الأعراس، وأكثر أنواع الورود المباعة هي "الجوري" الذي يرمز للجمال والحب والحياة».

وفي آخر اللقاء التقينا أحد الزبائن السيد "عمر تميم" الذي سألناه عن معنى الورد بالنسبة له فاكتفى بترديد أغنية الفنانة الراحلة "أسمهان" التي تقول: «يا بدع الورد يا جمال الورد، من سحر الورد قالوه على الخد، الورد الورد ياجماله».

"الخيزران" مادة طبيعة تصنع منها منزلاً

"الخيزران" أحد النباتات وثيقة الصلة بالقمح، والشوفان، والشعير، ولكنه بخلاف المحاصيل هذه، فهو من أكثر النباتات حجماً، في حين يستعمل كعصي لصيد السمك، وكذلك للحواجز الزخرفية، ويدخل في صناعة أدوات المطبخ، ومعدات الديكور، ومواد البناء، وينمو "الخيزران" في
تكبير الصورة
كافة أرجاء "آسيا، وأفريقيا، واستراليا، وأمريكا الشمالية والجنوبية"، وفي سورية يستورد "الخيزران" ليدخل في الكثير من الصناعات، ويعد من المواد المرغوبة جداً للسوريين وخصوصاً في المستلزمات المنزلية المصنوعة منه. 

وللحديث عن هذه المادة النباتية موقع eSyria بتاريخ 8/2/2009، التقى السيد "أحمد معتوق" صاحب متجر لبيع "الخيزران" وصناعته في سوق "باب الجابية" "بدمشق"، الذي قال: «في القديم كان يستخدم "الخيزران" عصي يتكئ عليها العجزة، وكانت موجودة عند "شيوخ الكتاب" الذين كانوا يهددون الطلبة الكسالى بها، والآن يعتبر "الخيزران" مادة أساسية للمفروشات المنزلية، ولوازم للديكور، فمثلاً نصنع منه "الكراسي"، و"الطاولات"، وحتى الأسرّة أحياناً، فهو لا يتأثر بجميع العوامل الطبيعية، ويتميز بليونته في الصناعة
تكبير الصورة
السيد "أحمد معتوق"
وخصوصاً عند ثنيه، ويعد من المواد الصحية للجسم البشري لأنه يحوي على مادة كتيمة في داخله تمنعه من امتصاص أي مادة غريبة، كما يتميز بخفة وزنه وشكله الجذاب».

ثم قال: «يستورد "الخيزران" بثخانات عديدة ومقاسات مختلفة، إذ يصل طوله إلى 9 أمتار، وله الكثير من الأنواع التي تقدر بحوالي 1400، أهمها "المقشور" الذي يتميز بسهولة قصه وكثرة مقاساته ومرونته في التشكيل، فيمكن أن يكون مبروماً، أو مضلعاً، ويستخدم في صناعة هياكل "السلل"، "والكراسي"، و"الصناديق"، في حين تستغل قشرته الداخلية في صناعة قلب هذه "السلل" وسطح "الكراسي"، هذه القشرة تتميز بمتانة عالية ومرونة كبيرة».

وعن ألوانه أضاف: «يصبغ "الخيزران" بأية ألوان نريدها حسب 
تكبير الصورة
طلب الزبون، ويتم صبغه بتغطيسه في ماء فاتر مضاف إليه اللون المراد، وأكثر الألوان الصناعية المطلوبة لدينا "البني المحروق"، إضافة إلى اللونين الطبيعيين "البني، والأبيض"».

والتقينا السيد "سعيد معتوق" العامل في نفس المهنة، والذي أضاف: «تطلب المطاعم الفخمة "الكراسي"، و"الطاولات"، و"السلل"، من "الخيزران" بكثرة لجمال شكلها والراحة التي تؤمنها للزبون، في حين لا يوجد منزل في سورية إلا ويحوي على قطعة أو قطعتين من "الخيزران"، إن كانت من مستلزمات المنزل، أو الديكور، ونلاحظ ازدياداً كبيراً في طلب السياح الأجانب له، لأننا نبرع في تشكيله وصناعته، ومن هذا المنطلق علينا ألا ننسى بأن هذه الصناعة يدوية بحتة لا تتدخل الآلة بها أبداً، ففي
تكبير الصورة
العام الماضي صممت لسائح ألماني غرفة نوم كاملة من "الخيزران"، لأنه يسكن في بيت كل ما فيه من هذه المادة، وأصر وقتها على أن يجلب غرفة نومه من "دمشق" لأن حرفيين هذه المدينة يتقنون الصناعات اليدوية أكثر من غيرهم، ونلاحظ أن أغلب السياح يطلبون صندوق من "الخيزران" عندما يأتون إلى سورية».

ومن الزبائن التقينا السيدة "نورا موسى" التي قالت: «أحب "الخيزران" جداً لأنه مادة نظيفة وخفيفة الوزن، فأغلب أدوات منزلي منه، وأنا الآن أشتري سريراً صغيراً لطفلي الذي سأضعه قريباً، "فالخيزران" مادة حسنة المظهر، ورخيصة الثمن، ولها قدرة على البقاء طويلاً من دون تلف، وهذه المزايا أعتبرها من أقوى المقومات التي تجعل الناس يميلون لاستخدام المواد الطبيعية أكثر من الصناعية».
المصدر 
http://www.esyria.sy/ehoms/index.php?p=stories&category=misc&filename=200902100725099