الأحد، 3 أبريل 2016

"الخيزران" مادة طبيعة تصنع منها منزلاً

"الخيزران" أحد النباتات وثيقة الصلة بالقمح، والشوفان، والشعير، ولكنه بخلاف المحاصيل هذه، فهو من أكثر النباتات حجماً، في حين يستعمل كعصي لصيد السمك، وكذلك للحواجز الزخرفية، ويدخل في صناعة أدوات المطبخ، ومعدات الديكور، ومواد البناء، وينمو "الخيزران" في
تكبير الصورة
كافة أرجاء "آسيا، وأفريقيا، واستراليا، وأمريكا الشمالية والجنوبية"، وفي سورية يستورد "الخيزران" ليدخل في الكثير من الصناعات، ويعد من المواد المرغوبة جداً للسوريين وخصوصاً في المستلزمات المنزلية المصنوعة منه. 

وللحديث عن هذه المادة النباتية موقع eSyria بتاريخ 8/2/2009، التقى السيد "أحمد معتوق" صاحب متجر لبيع "الخيزران" وصناعته في سوق "باب الجابية" "بدمشق"، الذي قال: «في القديم كان يستخدم "الخيزران" عصي يتكئ عليها العجزة، وكانت موجودة عند "شيوخ الكتاب" الذين كانوا يهددون الطلبة الكسالى بها، والآن يعتبر "الخيزران" مادة أساسية للمفروشات المنزلية، ولوازم للديكور، فمثلاً نصنع منه "الكراسي"، و"الطاولات"، وحتى الأسرّة أحياناً، فهو لا يتأثر بجميع العوامل الطبيعية، ويتميز بليونته في الصناعة
تكبير الصورة
السيد "أحمد معتوق"
وخصوصاً عند ثنيه، ويعد من المواد الصحية للجسم البشري لأنه يحوي على مادة كتيمة في داخله تمنعه من امتصاص أي مادة غريبة، كما يتميز بخفة وزنه وشكله الجذاب».

ثم قال: «يستورد "الخيزران" بثخانات عديدة ومقاسات مختلفة، إذ يصل طوله إلى 9 أمتار، وله الكثير من الأنواع التي تقدر بحوالي 1400، أهمها "المقشور" الذي يتميز بسهولة قصه وكثرة مقاساته ومرونته في التشكيل، فيمكن أن يكون مبروماً، أو مضلعاً، ويستخدم في صناعة هياكل "السلل"، "والكراسي"، و"الصناديق"، في حين تستغل قشرته الداخلية في صناعة قلب هذه "السلل" وسطح "الكراسي"، هذه القشرة تتميز بمتانة عالية ومرونة كبيرة».

وعن ألوانه أضاف: «يصبغ "الخيزران" بأية ألوان نريدها حسب 
تكبير الصورة
طلب الزبون، ويتم صبغه بتغطيسه في ماء فاتر مضاف إليه اللون المراد، وأكثر الألوان الصناعية المطلوبة لدينا "البني المحروق"، إضافة إلى اللونين الطبيعيين "البني، والأبيض"».

والتقينا السيد "سعيد معتوق" العامل في نفس المهنة، والذي أضاف: «تطلب المطاعم الفخمة "الكراسي"، و"الطاولات"، و"السلل"، من "الخيزران" بكثرة لجمال شكلها والراحة التي تؤمنها للزبون، في حين لا يوجد منزل في سورية إلا ويحوي على قطعة أو قطعتين من "الخيزران"، إن كانت من مستلزمات المنزل، أو الديكور، ونلاحظ ازدياداً كبيراً في طلب السياح الأجانب له، لأننا نبرع في تشكيله وصناعته، ومن هذا المنطلق علينا ألا ننسى بأن هذه الصناعة يدوية بحتة لا تتدخل الآلة بها أبداً، ففي
تكبير الصورة
العام الماضي صممت لسائح ألماني غرفة نوم كاملة من "الخيزران"، لأنه يسكن في بيت كل ما فيه من هذه المادة، وأصر وقتها على أن يجلب غرفة نومه من "دمشق" لأن حرفيين هذه المدينة يتقنون الصناعات اليدوية أكثر من غيرهم، ونلاحظ أن أغلب السياح يطلبون صندوق من "الخيزران" عندما يأتون إلى سورية».

ومن الزبائن التقينا السيدة "نورا موسى" التي قالت: «أحب "الخيزران" جداً لأنه مادة نظيفة وخفيفة الوزن، فأغلب أدوات منزلي منه، وأنا الآن أشتري سريراً صغيراً لطفلي الذي سأضعه قريباً، "فالخيزران" مادة حسنة المظهر، ورخيصة الثمن، ولها قدرة على البقاء طويلاً من دون تلف، وهذه المزايا أعتبرها من أقوى المقومات التي تجعل الناس يميلون لاستخدام المواد الطبيعية أكثر من الصناعية».
المصدر 
http://www.esyria.sy/ehoms/index.php?p=stories&category=misc&filename=200902100725099

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق