‏إظهار الرسائل ذات التسميات أشجار الزينه. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات أشجار الزينه. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 20 مارس 2016

"الزنزلخت".. مظلة الطبيعة

عرفت بالشجرة القوية المقاومة لمعظم ظروف الطبيعة القاسية، وارتبطت بذاكرة الأهالي في منطقة "وادي النضارة" بعدة حوادث مرت على تاريخ المنطقة.
مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 7/10/2013 الجدة "سمون خوري" التي تحدثت عن شجرة "الزنزلخت" الموجودة في المنطقة وقالت: «وجدت منذ زمن بعيد فهي الشجرة الوحيدة التي نجت من غزو الجراد عام /1930/، عندما أتى على جميع المحاصيل وعلى لحاء الأشجار ما عدا 
تكبير الصورة
هذه الشجرة، ويقال إن ذلك يعود إلى سمية لحائها. وأصبحت بعد ذلك تزرع في كل البيوت حيث اعتقد الناس أنها بمثابة "تعويذة" لدرء وجود الحشرات وخصوصاً "الجراد"، إضافة إلى أن العديد من الأهالي كانوا يستخدمون لحاءها في علاج لدغات الأفاعي والعقارب لأنها توقف النزيف الناجم عن اللدغة، وهذا ما كان يستخدمه أطباء المنطقة الذين اعتمدوا الطب الشعبي فيما مضى».

استخدمت أوراق "الزنزلخت" في طرد الحشرات بكل أنواعها بعد سحقها ورشها أو وضعها كما هي في مداخل البيوت ونوافذها، إضافة إلى استخدامات أخرى وعن ذلك تقول "خوري": «خشب تلك الشجرة ذو سماكة جيدة ورائحة عطرة، لذلك كانوا يصنعون منه إطارات الصور الثمينة ومشارب النوافذ والأبواب، أما الجذوع غير النافعة فكانت حطباً ممتازاً للأيام الباردة، وكان والدي يحتفظ بتلك الجذوع ليستخدمها في ليالي الأعياد لأن رائحتها تعطر الجو المغلق، كما 
تكبير الصورة
أزهار الزنزلخت.
أن ثمارها القاسية كانت تجمع في نهاية الخريف قبل سقوط الأوراق ويتم تنظيفها وثقبها بواسطة الإبرة ليصنع منها مسبحات للصلاة».

لتلك الشجرة شكل جميل جعلها تتحول في عصرنا هذا إلى مظلة طبيعية في الصيف وتكسب الحدائق طرازاً مميزاً، وعن ذلك تحدث السيد "ميخائيل دبورة" الذي ينتج غراس "الزنزلخت": «أمتلك عدة شجيرات منها في حديقتي وعمرها حوالي أربعة أعوام ودفعني إلى زراعتها شكلها الجميل الذي يشبه المظلة الكثيفة ذات الأوراق العريضة والكبيرة التي تعطي ظلاً في أيام الصيف الحارة، إضافة إلى رائحتها المميزة التي تطلق في معظم أوقات النهار ولاسيما في الصباح الباكر، ولا تحوي ضمنها أي نوع من أنواع الحشرات بل على العكس فهي تطردها وخاصة البعوض، كما أنها سهلة العناية حيث يمكن لأي شخص زراعتها بسهولة».

وأشار المهندس الزراعي "إلياس خوري" إلى وجود خلط لدى معظم الناس 
تكبير الصورة
المهندس إلياس خوي.
في تسمية شجرة "الزنزلخت" بـ "الزنزرخت" وهذا الخطأ ناجم عن الأسماء المتعددة للشجرة حيث تدعى أيضاً بـ "الأذرخت" أو "التمر الأخرس"، وأضاف: «يحب الناس اقتناء هذه الشجرة لشكلها الجميل وسرعة نموها وملاءمتها لكل الأتربة وهي مناسبة جداً للحدائق وفسحات المنازل، طولها خمسة عشر متراً وهي ذات قدرة عالية على تحمل الجفاف والصقيع، وموطنها الأصلي هو المناطق الجبلية لذلك فهي تزدهر في القرى ذات الطبيعة الجبلية، وانتشرت كثيراً في الوقت الحالي كإحدى أشجار الزينة دون الالتفات إلى فوائدها الأخرى، ولها أزهار صغيرة ذات لون بنفسجي ورائحتها جميلة وفواحة تظهر في فصل الربيع وتثمر على شكل عناقيد حباته متباعدة صغيرة الحجم ذات لون أصفر، لا تؤكل لأنها مرّة وسامة تبقى على الشجرة حتى اصفرارها وسقوط أوراقها».

من الجدير بالذكر أن الزيت المستخرج من شجرة "الزنزلخت" يدخل حالياً في العديد من
تكبير الصورة
ثمار الشجرة اليابسة.


http://www.esyria.sy/ehoms/index.php?p=stories&category=misc&filename=201310170015071
الأدوية والمطهرات والصابون ومواد التجميل.

الجمعة، 18 مارس 2016

شجرة الميس اوالماس

على الرغم من جماليتها وتميزها كشجرة من أشجار المناطق المعتدلة التي تنتمي لها بيئة "وادي النضارة" فإنها تعاني خطر الانقراض والزوال، فشجرة "الميس" التي تعرف بالعامية باسم "الماس" إحدى النباتات المحلية التي أعادت لها مشاريع المشاتل غرسة الحياة من جديد من خلال تأمينها لغراس وشتلات هذه الشجرة لتزرع في قرى الوادي وجباله.
مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 26/8/2013 السيد "بشارة مخول" أحد فلاحي المنطقة الذي تحدث عن شجرة "الميس" التي كانت منتشرة بكثرة: «تعتبر هذه الشجرة من الأشجار الجميلة الشكل والرائحة وقد كانت موجودة بكثرة منذ القديم بين البيوت والأراضي الجبلية، حيث تعطي طابعاً جميلاً خاصة أنها 
تكبير الصورة
اعتبرت قديماً من سمات المنطقة فهي تحتاج لجو معتدل ووفرة الأمطار وهو ما يتوافر في قرانا بالإضافة لمنطقة الساحل ولكن عدم اهتمام الأهالي بها وقطعها على حساب الأشجار المثمرة جعلها تزول حتى أصبحت نادرة ولا يوجد منها سوى بضع شجيرات في كل المنطقة».

تقدم شجرة "الميس" بطولها وكثافتها ظلاً في المناطق الحراجية إضافة لخشبها الذي كان يستخدم في عدة مجالات، وعن ذلك يضيف: «أشجار "الميس" التي كانت ضمن القرية لم تكن ضخمة أو طويلة إلا فيما ندر لأنها نتجت من زراعة بعض الأهالي لها في حدائق منازلهم أما تلك الموجودة في الجبال والأحراج فكانت ذات ضخامة وعلو كبيرين إضافة إلى أنها كانت مصدراً هاماً للأخشاب، حيث يتميز خشب هذه الشجرة بصلابته وجودته وكان معظم النجارين في المنطقة يستخدمون خشبها لصناعة الأثاث الخاص بالمنازل والمصدّر للمدن فهو ذو رائحة جميلة وملمس ممتاز».

إضافة لشكلها وخشبها تمتلك 
تكبير الصورة
ثمار الميس
شجرة "الميس" ثماراً ذات طعم مميز فهي كما أضاف الشاب "إبراهيم الدقاق": «أذكر شجرة "الميس" التي كانت مقابل مدرسة قرية "المزينة" الثانوية حيث درست، وكانت ذات ارتفاع وضخامة كبيرين، وكنت وأصدقائي عند انتهاء الدوام المدرسي في أيام الربيع نخرج مسرعين لقطف ثمار الشجرة الناضجة ذات اللون الأحمر الداكن التي كانت بحجم حبة اللؤلؤ لكي نمتص الرحيق اللذيذ الموجود داخل الثمرة ومن ثم نقوم باللعب بها كالكرات الصغيرة لأنها كانت تبقى قاسية».

تعيش شجرة "الميس" في البيئة المتوسطية ولها سمات وصفات متنوعة تحدث عنها المهندس الزراعي "الياس خوري": «تنتمي شجرة "الميس" للأشجار الحراجية النادرة وهي معمرة بمجملها حيث يبلغ عمر البعض منها أكثر من ألف عام، اسمها العلمي "australis celhs" تعيش في المناطق المتوسطة وحتى نصف الجافة، بشرط وجود مياه كافية كالأمطار والمسيلات المائية، وهي من متساقطات الأوراق ذات تاج كروي وساق مستقيم يمكن أن يصل 
تكبير الصورة
المهندس الياس بيطار
طولها لأكثر من خمسة وثلاثين متراً، أوراقها متطاولة أو بيضاوية حادة مسننة وذات أوبار لونها أخضر باهت، تزهر في فصل الربيع تعطي ثماراً تشبه الكرز ذات لون أخضر ثم يتحول إلى الأصفر ومن ثم الأحمر الداكن المائل للأسود عند نضجها، قابلة للأكل لأنها ذات لب سكري وتفضلها معظم الطيور».

عاد الاهتمام بشجرة "الميس" حالياً في قرى منطقة "وادي النضارة" نتيجة تعرضها لخطر الانقراض حيث قدم مشروع "المليون غرسة" بعض الغراس الحديثة وعن ذلك تحدث المهندس "الياس بيطار" مدير مشتل "الحواش": «تضمن مشروع "المليون غرسة" الذي ترعاه محافظة "حمص" ومديرية الزراعة في المدينة تأمين مجموعة من الغرسات الحراجية لإعادة زراعتها في المنطقة ونالت شجرة "الميس" حصة لابأس بها من هذه الغراس التي تم أخذها من إحدى الأشجار القديمة في قرية "الحواش" ورعايتها ومن ثم سيتم زراعتها في مناطق مختلفة من الجبال والأراضي الموجودة في المنطقة لتلافي خطر انقراضها وزوالها».

http://www.esyria.sy/ehoms/index.php?p=stories&category=misc&filename=201309022320092