الأحد، 3 أبريل 2016

الورد... من تشكيل الطبيعة إلى إبداع الفنان

يعد "الورد" من أجمل وأفضل النباتات التي خلقها الله في الطبيعة، لذلك يقدمه الناس كهدية في الأفراح فيكون دليلاً على الفرحة والبهجة والسرور، ويقدم أيضاً في الأحزان لأنه يعبر عن الأمل من جديد.
تكبير الصورة
وللحديث عن كل ما يتعلق بالورود موقع eSyria بتاريخ 28/1/2009، أجرى حواراً مع الشاب "كريم البصيري" صاحب محل لبيع "الورود" في "دمشق"، الذي حدثنا عن هذه المهنة بقوله: «مهنة زراعة الورود موجودة في كل المحافظات السورية تقريباً، لكن أغلبها موجود في "دمشق" لكون الطلب عليها أكبر في العاصمة، ولهذه المهنة ميزات كثيرة من أهمها النظافة، غير الموجودة في كثير من المهن، والبساطة، والراحة النفسية للعامل الذي يحتسي قهوته كل يوم وهو ينظر إلى الورود في بيته أو متجره أو في مشتله، لكن هذه المهنة تشبه البورصة إلى حدٍ ما فالوردة "الجورية" من الممكن أن نشتريها اليوم بخمسين ليرة وفي اليوم التالي تصبح بخمس ليرات والعكس صحيح».

ثم قال: «لا يمكن أن نفصل هذه المهنة عن الإبداع أو الفن التشكيلي، لأن تشكيل باقة الورد تحتاج إلى لمسة فنية مبدعة من العامل فيها، فمن الصعب أن يقوم أي إنسان بتشكيل الورود وصناعة الطاقات (الباقات)، لذلك نلاحظ الكثيرين من إدارات الفنادق الكبيرة والمنشآت 
تكبير الصورة
الشاب "كريم البصيري"
السياحية يتعاقدون مع فنانين تشكيليين ومهندسي ديكور عند عرض الورود في صالات الاستقبال والمطاعم وحتى في غرف النوم».

وعن طريقة العناية بالورود قال: «بعد قطف الورود علينا غمر جذرها في الماء بشكل سريع لأن عمر الورد الفعلي بعد القطف لا يتجاوز الشهر ويختلف عمر الوردة من نوع إلى آخر فمثلاً "الليليوم" من أكثر الورود التي لها قدرة على مقاومة "الذبلان" والموت أما "القرنفل" فهو أضعف أنواع الورود، ويجب توفير درجة الحرارة الباردة في كل فصول السنة لإطالة عمر الورود بشكل عام، وفي كل يوم علينا تغير المياه وقص حوالي 2 سم من جذر الورود، هذا بشكل عام لكن هناك بعض الورود تحتاج إلى عناية خاصة من أجل إطالة عمرها ومنها "القرنفل" الذي يموت فوراً إذا جاء على زهرته قطرات من الماء عند الرش، وهناك بعض الورود لا تأخذ الماء إلا عن طريق خلطها مع التربة، لكن أغلبها يكفيه الماء والحرارة الباردة».

والتقينا الشاب "مهند البصيري" العامل في نفس المتجر مع 
تكبير الصورة
معظم الألوان
أخيه، وهو بدوره حدثنا عن أنواع الورد ودلالاته بقوله: «للورود أنواع كثيرة جداً منها المعروف باسمه وشكله مثل: "الجوري"، "الزنبق"، "القرنفل" ومنها المعروف بشكله فقط مثل: "الليليوم"، "ليون"، "جلبيرة"، "كازابلانكا"، "عصفور الجنة" "فم السمكة"، "مار يوسف"، "الإيريس"، "الكريز"، "الغريب"...إلخ، ولكل نوع أو مجموعة أنواع من هذه الورود مناسبة يقدم من أجلها، فمثلاً يشكل إكليل "العزاء" من ورود اسمها "الغريب" و"الليليوم"، هذه الورود تحمل لونين الأبيض والأصفر، في حين نقدم للمريض باقة من مجموعة ورود لونها أصفر في أغلب الأحيان، وفي كلتا الحالين نبتعد عن الورود الحمراء التي لا تقدم إلا في أعياد الميلاد ومناسبات الزواج، وبالنسبة للعشاق يقدم دائماً باقة من الورد "الجوري" الأحمر فقط، وهذه قاعدة ذهبية ثابته، ولكل مناسبة شكل هندسي يخصها لكن في أغلب الأحيان نشكل "الباقة" على ذوق الناس وهذه الأشكال هي: "مدورة" تؤخذ في أغلب الأحيان لحالات "العزاء" عند المسلمين وعلى شكل صليب عند المسيحيين، في حين "المسطحة" يأخذها في أغلب الأحيان العشاق وزائرو المرضى، 
تكبير الصورة
أزهار النرجس
أما "القاعدية" فتؤخذ لمناسبات الأعراس، وأكثر أنواع الورود المباعة هي "الجوري" الذي يرمز للجمال والحب والحياة».

وفي آخر اللقاء التقينا أحد الزبائن السيد "عمر تميم" الذي سألناه عن معنى الورد بالنسبة له فاكتفى بترديد أغنية الفنانة الراحلة "أسمهان" التي تقول: «يا بدع الورد يا جمال الورد، من سحر الورد قالوه على الخد، الورد الورد ياجماله».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق