الأربعاء، 6 أبريل 2016

"القبار" استثمار ريفي لنبات بري

في دكان (أم أحمد) البسيط بقرية أم العمد شرقي حمص يدخل طفل في الخامسة من العمر وبيده كيس أسود من البلاستيك بداخله بضع حبات من نبات بري، يعرض بيعه والشراء بثمنه بعض السكاكر.
تكبير الصورة
وفي زاوية من دكان أم أحمد تتوضع البراميل الزرقاء اللون المملوءة بثمار نبات القبار المخزون بطريقة (المخللات) بانتظار التجار القادمين من محافظتي إدلب وحلب.

وللقبار حكاية فيها من الغرابة ما يشابه حكايات ألف ليلة وليلة، وهذه الحكاية يرويها جاسم درباج من أهالي القرية لموقع ehoms بقوله:" رغم أن نبات القبار يعتبر من النباتات البرية القاسية على المحاصيل الزراعية، فقد كان المزارعين يقتلعونه من أراضيهم، بل وكانوا يتشاءموا من وجوده بين مزروعاتهم، ومع قدوم بعض التجار من مدينة حلب إلى المنطقة لشراء محاصيل اللوز والزيتون، لحظ البعض منهم وجود القبار بكثرة في أراضينا فطلب جمع ثمارها عارضاً شراء هذه الثمار، فبدأ عدد محدود من أهالي المنطقة بهذا العمل لصعوبة حواشه (جمع الثمار) مما جعل سعر الكيلو الواحد 
تكبير الصورة
زهرة نبات القبار
في بداية الأمر يفوق المائتي ليرة سورية، مع العلم أن الموضوع قد مضى عليه سنوات عديدة (تقريباً سبع سنوات)، ومع اتساع رقعة الأراضي التي بدأ أهالي المنطقة بحصاد ثمار القبار منها، أخذ السعر بالانخفاض بشكل متناسب طرداً مع كميات القبار المنتجة، ومع ذلك فقد بدأ تنظيم العمل بشكل أفضل، حيث بإمكان أي شخص جمع الثمار وبيعها لعدد من البقاليات المنتشرة في القرى، وبدورهم أصحاب البقاليات يقومون بجمع كميات من القبار ضمن براميل متوسطة الحجم، وبيعها لتاجر مركزي في المنطقة، ومنه إلى تجار من مدينتي حلب وإدلب، ومنها إلى خارج القطر".

بدوره الدكتور (محمد الخطيب) من الوحدة الإرشادية في القرية أوضح لموقع eHoms بعضاً من حقائق نبات القبار بقوله:" إن (القبار) أو كما هو معروف باللغة المحلية 
تكبير الصورة
الدارجة بــ (الشفلح) يستخدم اليوم وعلى نطاق واسع في معالجة حالات تصلب الشرايين ومنشط لعمل الكبد وأن تناوله يؤدي الى تحسين الدورة الدموية وتكثر استخداماته كمنبه كبدي ويمكن أن يستخلص من جذور القبار مواد طبية تستخدم لمعالجة حالات فقر الدم والاستسقاء والتهاب المفاصل وداء النقرس، كما أن مستقطر جذور القبار تستخدم في صناعة وتكوين المستحضرات التجميلية وتفيد في معالجة التهابات الجلد والحساسية، ويرى أخصائيو الطب البديل أن نبات القبار في مقدمة النباتات الطبية التي يجب أن يهتم بها من يحرص على الاستشفاء من أمراض الروماتيزم وارتفاع نسبة السكر في الدم والمصابون بالنفخة والاضطرابات الكبدية، وقد وجد ذكر القبار في المخطوطات الفرعونية، ويشاع استخدامه كنوع من أنوع المخللات لتحسين نكهة بعض الأطعمة".

وعن طريقة حفظه تقول أم 
تكبير الصورة
طريقة حفظ القبار داخل البراميل ( تخليله )
أحمد:"بعد فرز الحبات الكبيرة عن الحبات الصغيرة من الثمار (الحبات الصغيرة ذات السعر الأعلى والأكثر طلباً للشراء)، يتم وضعها في (براميل ) ورش الملح الصخري فوقها (كل برميل يحتاج 10 كغ من الملح الصخري) ونقعها بالماء الواجب تبديله كل أربعة أيام، ويجب أن تبقى في هذه البراميل كحد أقصى /20يوم/ وفي أيام الصيف حيث تزداد الكمية الموردة إلينا من جامعي القبار (كون طلاب المدارس يتفرغون لهذه العملية) لا يبقى القبار (المخلل) لدينا أكثر من خمسة أيام حيث يأتي فوراً تاجر من المنطقة ليجمع ما توفر لدينا".

بعض الأهالي يتحدث عن منافع القبار، فيما يقول البعض الآخر أن القبار يستخرج منه مواد مخدرة، فيما لا يهتم بعض ثالث سوى بسعره الذي أشبه يشابه البورصة فقط في المنطقة، ولأهل المنطقة بامتياز.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق