الأحد، 3 أبريل 2016

جريئة ولا تنظر إلى الخلف.. ولها فسحة في "حمص"

لم ترتبط مدينة في التاريخ كارتباط "دمشق" بالياسمين حتى بات اسم هذا النبات مرادفا "للشام" في كثير من الأحيان، وللياسمين حكايات كثيرة مع الشعراء والعشاق فإذا كانت بلادنا قد أنجبت أول أبجدية للعالم فيحق لنا أن نقول أننا أنجبنا أول أبجدية للياسمين أيضا عن طريق عراب الياسمين "نزار قباني".
تكبير الصورة
وليست "حمص" ببعيدة عن هذه الأجواء فشعراؤها تغنوا بالغوطة الحمصية وهوائها العليل والخضرة على ضفاف العاصي هذا ما يجعلنا نتسأل هل أجواء "حمص" كانت ملائمة لزراعة ونمو الياسمين.

تجيبنا المهندسة الزراعية "لوسيا السكت" عن هذا التساؤل بعد إعطاء فكرة عن نبتة الياسمين والتي التقيتها في (3/9/2008)

الياسمين نبتة جريئة لا تنظر إلى الخلف ...

: «ليس فقط بالرائحة الجميلة تتميز، وإنما هي زهرة جميلة إذا فسح لها المجال نراها تجتاز وتتسلق بجرأة متابعة طريقها دون النظر إلى ما وراءها، ولكنها بنفس الوقت بسيطة الشخصية تتأقلم بسهولة مع الوسط المحيط داخل المنزل أو خارجه، هي نبتة تتلاءم مع جميع الظروف ولا توجد أي نوع من الحساسيات بينها وبين الترب التي تزرع فيها، رائحتها العبقة تنتشر في الأجواء وتجذب الفراشات نحوها.

وتضيف المهندسة "لوسيا":

«تحتاج نبتة الياسمين إلى كمية جيدة من أشعة الشمس والهواء 
تكبير الصورة
مع العلم أنها تتحمل القليل من الظل، هذا بالنسبة للشتلات المزروعة خارج المنزل».

ولـ"حمص" من الياسمين حصة..

هذا ما يفسر إمكانية زراعة هذه النبتة ونموها في "حمص" لما تمتاز به المدنية من أجواء مناسبة وتربة.. خصوصا في منطقة "الوعر" والغوطة وفي ريف "حمص" الغربي.

تقول المهندسة "لوسيا" في هذا السياق: «"حمص" بهوائها وتصميم الحدائق المنزلية في البناء الحديث فيها تقدم ظروفا مناسبة لنمو وحياة الياسمين

تربة "حمص" هي من الترب الخصبة المناسبة لنمو الكثير من النباتات وقد كانت زراعة الياسمين من الزراعات الناجحة فيها. ولكن يراعي رش نبات الياسمين بالمبيدات الفطرية وذلك نظرا لانتشار مرض يسمى اللفحة (لفحة الأزهار في الياسمين) وهو من الفطريات الطحلبية (phycomy cetes) العامل المرضي المسبب له هو (choanophora infundlipra) وهو من الأمراض التي تنتشر نتيجة ارتفاع الرطوبة وهو ما يخشى من ظهوره على نباتات الياسمين في
تكبير الصورة
المهندسة لوسيا
"حمص" بنتيجة ارتفاع الرطوبة الجوية في بعض أشهر السنة وتظهر الأعراض على شكل ذبول الأزهار وظهور نموات الفطر على "بتلات" الأزهار (تلاحظ بغزارة عند ارتفاع الرطوبة كثيرا) وتجب معالجته بجمع الأزهار المصابة وحرقها ورش المبيدات الفطرية مع التأكيد على عدم تكرار رش مثل هذه المبيدات منعا لتأثر الزيت العطري (زيت الياسمين)».

لا يختلف منظر الياسمينة المتدلية من الشرفات والمتسلقة على الجدران بين "دمشق" و"حمص" كثيرا ولكن ربما امتازت "دمشق" بالياسمين بسبب كثرة البيوت القديمة فقد أصبحت الياسمينة جزءاً أساسية من البيت الشامي القديم نتيجة حب أهل الشام لزراعة الياسمين.

الياسمين نبات كريم...

تعود تسمية الياسمين إلى العربية والفارسية وتعني (هبة من الله) وهي نبتة كريمة تزهر كل يوم وأزهارها كثيفة مما دعى أحد الشعراء للقول: «عندما أزور مدينة ما لأول مرة أبحث عن ياسمينها فالمدن تعرف من ياسمينها».

ذلك اللون الأبيض 
تكبير الصورة
من ياسمين حمص
والرائحة الفواحة من منا لم يفرك يديه بالياسمين لعل الحبيب إن سلم علينا اشتم كفه بعد ذلك.

الياسمين من العائلة الزيتونية اسمه بالانكليزية "Jasmine" يتوفر منه حوالي (200) صنف، لونه الأساسي الأبيض ولكن منه ماهو أصفر تزهر معظم أصناف الياسمين في الربيع والصيف إلا أن الصنف (J.nudiflorum) يزهر شتاء.

تصنيف الياسمين وزراعته...

وبالنسبة لتصنيف الياسمين وزراعته أفادتنا المهندسة "لوسيا" فقالت: «يصنف الياسمين ضمن النباتات المتسلقة التي تتسلق بوساطة التفاف الساق والأفرع، فترة إزهارها طويلة، وهي تمتد من أوائل الصيف إلى أواخر الخريف، الياسمين نبتة محبة للضوء والحرارة المعتدلة، وقد تسبب البرودة تساقط بعض وريقاتها، يفضل إزالة الفروع القديمة والمتشابكة والمريضة لتبقى الياسمينة قوية وكثيفة، وذلك لأن التقليم الجيد للنبتة يساعد على إيصال أشعة الشمس إلى جميع أجزاء الشتلة من جهة ومن جهة أخرى يمكن توفير التهوية الضرورية لها لتبقى نضرة وجميلة، هذا وتختلف طريقة التقليم حسب الشكل الذي نريده للنبتة أي بشكل شجيرة أو عريشة».

المصدر : http://www.esyria.sy/ehoms/index.php?p=stories&category=misc&filename=200809051050013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق