الأحد، 3 أبريل 2016

"العناب" دواء الحلوين منذ آلاف السنين

منه  أسوار حمت مدن الأرض (جنود الرومان القدماء أحاطوا به معسكراتهم)، وحتى للعصافير منه أوكاراً (طيور العرب احتمت به)، له كتب الشعراء "الجاهليون" قائلين:
تكبير الصورة
«كأن قلوب الطير رطباً ويابساً لدى وكرها العنّاب والحشف البالي»

وأما الصوت الملائكي للسيدة "فيروز"غنّى:

«عنبية القمطة عنبية من عشية لبستها الصبية....».

لابد وأنكم تتساءلون ما هو هذا الشيء، حبة صغيرة، سوداء أو حمرة وبنية، تشبه الزيتون إلا أنها حلوة ولذيذة الطعم ولبّها أبيض وهش، ببساطة هي حبة "العنّاب" وهو نبات شجري من الفصيلة السدرية .

بلده الأصلي هو "الصين" ويزرع فيه منذ أربعة آلاف سنة، ويزرع في المناطق الحارة وشبه الحارة ("نيوزيلندا"، جنوب شرق "آسيا") لكنّه وصل إلى شرق "حمص"!

ومن شرق مدينة "حمص" وتحديداً قرية "المشرفة" وفي يوم خريفي من تاريخ (26/9/2008) ومع صور لما تبقى لثمار العنّاب على شجرة من أشجاره الكثيرة الموجودة في البستان الصغير التابع لمنزل السيدة "سميرة إبراهيم" المعروفة بـ"أم هاني" وهي من سكان "المشرفة"، كان لـ eHoms لقاء وحديث وكمشة "عناب"

وقالت: «زرعت هذه الأشجار أنا وزوجي الذي يعمل مهندساً زراعياً، 
تكبير الصورة
ثمار "العنّاب"
وقد أحضرها على شكل شتلات صغيرة تستلزم حوالي (3 إلى 4) سنوات لتثمر وتعطي محصولاً، فهي بالإضافة لإمكانية تناولها كفاكهة عادية، يمكن الاستفادة منها في صناعة نوع من أنواع "العنبري" وهو مشروب معروف جداً لاسيما في عيد "الميلاد" وهو يتألف من ثمار العنّاب التي يضاف إليها السكر والكحول ويخمّر جيداً في وعاء زجاجي كبير محكم الإغلاق ويترك لمدّة لا تقلّ عن الشهرين وكلمّا تمّ تعتيقه يصبح أفضل، بالإضافة إلى مربى "العناب" الذي له طعمه لذيذة ومميزة عن غيرها.

هذا بالنسبة للأطعمة التي تستفيد منها ربّات البيوت، فما هي الفائدة الطبية التي تأتي من شجرة شوكية ؟

والرأي كان للمهندس "شادي سلّوم" وهو في الوقت نفسه أحد مزارعي القرية:

«"العنّاب" هو شجرة نبات شائك، يبلغ طول الشجرة بين (7-8) أمتار، وأوراقه ذات شكل مستطيل وغير حادّة التسنن، وسمّيت "بالعنّاب" لكونها تشبه في تجمّعها عناقيد "العنب"، فهي حتى في موسم الزهر 
تكبير الصورة
مرحلة من مراحل صناعة "العنبري"
تكون لها عناقيد من الأزهار الصفراء تميل إلى اللون الأخضر، وأيضاً تثمر في الوقت نفسه وتصبح حلوة في نفس موسم العنب، إلا أنها ذات شكل يشبه "الزيتون" وطعم يجمع بين "العنب" و"البلح" ولها نفس نواة الأخير، وبما أنها شوكية فهي تتحمل الحّر وقلّة المياه أي تكتفي بمياه السقاية من المنزل أو الجداول الصغيرة، بالإضافة إلى احتوائها على فيتامينات كثيرة (أ، ب2، ج) ومعادن (كالسيوم، فوسفور، حديد) بالإضافة لسكر "الدم" و"الهلام"، وهو يتبع لفصيلة "التوت البري" وما يدعى بالعامية "توت العليق" و"التوت" الأبيض والأحمر».

"دواء للحلوين من آلاف السنين"

تحدّث الطب عن فائدة "العنّاب" فهو معروف في شرقنا "العربي" كدواء وترياق وقد ذكر في الكتاب الطبي المشهور "لابن سينا" "القانون" أنه جيد للصدر والرئة وأمراض الكلية والمثانة، وذكر أحد الأطباء الإنطاكيين أنّ المغنيّات القدامى في بلاط الملوك حين يجفّ حلقهن كنّ يستخدمنه لخشونة الحلق والصدر والقضاء على السعال واللهيب، بالإضافة 
تكبير الصورة
أخشاب من شجرة "العنّاب"
إلى أنه كان يستخدم كنوع من المقبلات ويحبس القيء ويزال به المرار وأمراض الكبد واليرقان، هذا بالنسبة للثمرة...

أمّا ورقه فإنه يجفف ويسحق ويوضع على الجروح الموبوءة، أو يستخدم مغليه ليداوي الجرب والحكّة، وحتى العمليات الجراحية القديمة كانت لا تستغني عن قشرة الساق الخاصّة بشجرة "العنّاب"، فهي تبطن الجراح الخطيرة وتنقيها وتشفيها، لكن هذا كلّه يجعلك تستبعد كون النواة ذات فائدة أعظم فهي لقرحة الأمعاء وإيقاف الإسهال أحسن دواء.

هذا ما ذكره تاريخ الطب "العربي" فهل تناسى أطباؤنا الحاليون هذه الأهمية ...

وعنها يجيبنا الطبيب "سمير الأحمد": «"للعنّاب" فوائد كثيرة فهو مستخدم بكثرة في صناعة العقاقير الطبية ولاسيما أنّه غير ضار وليس له آثار جانبية سوى انّه يضعف القدرة الجنسية، ولكن محاسنه الكثيرة تشفع له فهو مسكن لآلام الحلق والسعال والربو ويزيد الوزن، وقوة العضلات ويخفّض الحرارة عند الأطفال، إضافة إلى لفائدته الكبيرة على الكبد فهو يخفف الحموضة ومدر للبول، ويستخدم أيضاً في الأدوية المضادّة للكآبة والهيجان مع زيادة القدرة على التركيز والاحتمال». منقول بتصرف 
المصدر 
http://www.esyria.sy/ehoms/index.php?p=stories&category=misc&filename=200810050120012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق