الجمعة، 11 مايو 2012

تشجير أسطح المباني.. صداقة للبيئة والشعراء


تغنَّى الشعراء كثيراً بحدائق بابل المعلقة في العراق المزروعة بشتى أنواع الأشجار والزهور، التي تظل مثمرة على مدار السنة، حيث شيدت بأمر من الملك نبوخذ نصر كهدية لزوجته. وقد حاكى تصميم هذه الحدائق تصميم مدينة ميديا، التي تنحدر منها زوجته الملكة المشتاقة لرؤية جبال وحدائق وطنها.
وأصبحت حدائق بابل فيما بعد واحدة من عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، قبل أن تتحوَّل لاحقاً لتكون واحدة من أفضل الطرق لجعل منزلك أكثر اخضراراً، أو بمعنى آخر صديقاً للبيئة.
إن تشجير أسطح المنازل بالحشائش والشجيرات والزهور، وغيرها من أشكال النباتات والمساحات الخضراء، له فوائد جمة ليس فقط للبيئة، ولكن أيضاً لأصحاب المنازل والممتلكات. وفي العادة، يتم تشجير هذه الأسطح بالنباتات المناسبة، ثم توضع طبقة عازلة، يليها حاجز مائي، ثم المواد العضوية التي تستخدم لزراعة النباتات. وعلى الرغم من أن تنامي هذه الظاهرة حديثاً في ظل تنامي مفهوم الأبنية المستدامة، إلا أن هذه الظاهرة كانت موجودة أيضاً في العصور القديمة.
وهناك فوائد عديدة لعمليات التشجير على أسطح البنايات، منها زيادة المساحات الخضراء في المدن، حيث تعمل على تقليل نسبة التلوث بغاز ثاني أكسيد الكربون الموجودة في الهواء، ناهيك عن تنقية الهواء من الملوثات الضارة. كما وجدت دراسة جرت في مدينة ميشيجان الأمريكية، أن أسطح المباني الخضراء في تلك المدينة يجب أن تكون عنصراً مهماً في استراتيجيات المدينة لمكافحة التغيرات المناخية. وتعمل تلك المساحات الخضراء على امتصاص حرارة وتبريد الهواء، وبالتالي تقلل تكاليف التدفئة والتبريد لتلك الأبنية لوجود طبقات عازلة.
ويعمل المهندسون المعماريون المهتمون بالتنمية المستدامة والأبنية الخضراء، على تصميم شبكات صرف صحي لإعادة تدوير مياه الأمطار ومياه الصرف الصحي، وإعادة استخدامها في ري النباتات على الأسطح. أخيراً وليس آخراً، تشجير أسطح المباني يضفي لمسات هندسية جمالية على الأحياء والتجمعات السكانية لأي مدينة، ويمكنه استلهام الشعراء مجدداً كما فعلت حدائق بابل المعلقة.
الجدير بالإشارة أن بناء وصيانة الأسطح الخضراء غير مكلفين، وأنها يمكن أن تستمر وقتاً أطول بكثير من السقوف التقليدية، في حال استخدام النباتات المناسبة. صحيفة الشرق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق