الجمعة، 31 أكتوبر 2014

حديقة الحيوانات بالعين..مساحة تفاعل حرة مع الطبيعة البرية

تستعد لاستقبال الزوار مع اقتراب اعتدال الطقس



أحمد السعداوي (العين)
حديقة الحيوانات بالعين من أفضل الأماكن التي يتجه إليها كثير من الأفراد والعائلات مع اقتراب موسم الشتاء، واعتدال الأجواء في أنحاء الإمارات، حيث يزداد الانطلاق إلى المتنزهات والأماكن المفتوحة، للاستمتاع بروعة المناخ خلال هذه الفترة من العام، وقضاء أوقات تعود على الزوار بالصحة والنشاط، إضافة إلى وجبة معرفية متميزة من خلال الاطلاع عن قرب على عالم الحيوانات.
إلى ذلك، يقول سالم الساعدي، مدير الاتصال بحديقة الحيوانات بالعين، إن جميع مرافق الحديقة على أهبة الاستعداد لاستقبال الزوار من الإمارات وخارجها الذين يزداد عددهم بشكل لافت خلال موسم الشتاء والربيع، حيث يشاهدون الحيوانات المختلفة في بيئات تحاكي بيئاتها الحقيقية، ويمكن للجمهور المشاركة في أنشطة مميزة داخل الحديقة يتفاعلون من خلالها مع بعض الحيوانات الأليفة مثل الزرافات والجمال عن طريق إطعامها مأكولات خفيفة وخضراوات مثل الخس والجزر.
مساحة واسعة

يمكن للجمهور معايشة تجربة مفتوحة في الهواء الطلق للحياة البرية الأفريقية من خلال معرض الحيوانات الأفريقية الذي تتجول فيه الحيوانات بحرية على مساحة واسعة، بالإضافة إلى الاستمتاع بحديقة الأطفال المنتشرة على مساحة 2000 متر مربع، وتضم عدداً هائلاً من النباتات والحيوانات، حيث تتيح الحديقة للأطفال ممارسة نشاطهم في الهواء الطلق وفي أجواء آمنة يتعرفون من خلالها إلى مجموعة كبيرة من الحيوانات والتفاعل معها، فيما سيتمكن الزوار من الاستمتاع بأحدث النشاطات في المناطق العائلية.
في هذا الإطار، يلفت الساعدي إلى أن الحديقة إلى جانب أدوارها في الترفيه والتثقيف، تلعب دوراً مهماً في الحفاظ على الحيوانات المهددة بالانقراض، والتزامها حماية وزيادة أعداد الحيوانات التي تعيش في المناطق الجافة والصحراوية، إضافة إلى زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة والحياة البرية في دولة الإمارات، وذلك عبر العديد من البرامج والخطط التي تنظمها على مدار العام داخل الدولة.
وعن أنشطة الحديقة خارج الإمارات، يوضح الساعدي أنها ترعى برامج مهمة للحفاظ على الأنواع في العالم، مركزة بشكل خاص على الحياة البرية في المناطق القاحلة حول العالم، وهي أيضاً تجري أبحاثاً حول الحفاظ على الأنواع وتكاثرها وانتشارها، فضلاً عن إعادة إطلاق الأنواع المهددة بالانقراض في مواطنها البرية، مشيراً إلى أن مجموعة الظباء الموجودة في الحديقة تعتبر من ضمن أفضل المجموعات في العالم.
ويقول «تضم حديقة الحيوانات بالعين نحو 4000 حيوان، وقامت خلال العقود الماضية بجهود كبيرة، بهدف منع انقراض بعض الحيوانات التي تعيش في البيئة المحلية، ومنها التعاون مع هيئة البيئة - أبوظبي، بإعادة إطلاق المها العربي إلى مواطنها الطبيعية، كما تقوم الحديقة بتطوير أبحاث ومشروعات تهدف إلى حماية القط الرملي، وإكثار مجموعة من الحيوانات المهددة بالانقراض، مثل ظبي أبوعدس المنقرض من البرية».
خدمات الجمهور
من أجل تقديم مزيد من الخدمات للجمهور والحياة البيئية بصفة عامة، يقول الساعدي إن الحديقة تفخر بعضويتها في «الاتحاد العالمي لحدائق الحيوان والأحواض المائي» WAZA.
كما عقدت حديقة الحيوانات بالعين شراكات استراتيجية مع كبرى المؤسسات والجمعيات العالمية المعنية بصون وحماية البيئة والحياة الطبيعية، من ضمنها «الاتحاد العالمي لصون الطبيعة» و«لجنة بقاء الأنواع» و«هيئة البيئة- أبوظبي» و«حديقة حيوان سان دييغو» و«حديقة حيوان ادنبرغ» و«جمعية رينجلاند ترست الشمالية في كينيا» و«صندوق الحفاظ على الصحراء».
ويضيف «حصلت حديقة الحيوانات بالعين على عضوية الرابطة الأوروبية لحدائق الحيوان والأحواض المائية، في خطوة تعكس نجاح الحديقة في تبني أعلى المعايير العالمية في مجال حدائق الحيوان وحماية البيئة والحياة البرية، حيث جاء قبول العضوية بعد مراجعة شاملة تضمنت لقاءات بين مسؤولي الطرفين وزيارات ميدانية لتقييم مختلف مرافق الحديقة ومعارض الحيوانات ومستوى العناية البيطرية، إضافة إلى إجراءات الأمان والسلامة والطوارئ، والجهود المبذولة في مجالات التوعية والتثقيف والأبحاث وحماية الأنواع المهددة بالانقراض وتجربة الزوار».
ويشير الساعدي إلى أن حديقة الحيوانات بالعين، قادت أواخر العام الماضي جهود تأسيس رابطة إقليمية لحدائق الحيوان والأحواض المائية في المنطقة العربية، بهدف التعاون مع حدائق الحيوانات في المنطقة، وتبادل الخبرات والمعارف في هذا المجال، إضافة إلى الارتقاء بمعايير العناية بالحيوانات داخل الحدائق، ودعماً للأبحاث المشتركة، وتعزيز جهود حماية الأنواع المهددة بالانقراض واستراتيجيات التكاثر داخل الحدائق.
شراكات دولية
تلعب الحديقة دوراً أممياً في مجال حماية البيئة، في هذا الإطار، يوضح الساعدي أن حديقة الحيوانات بالعين تعمل ضمن شراكات مع بعض المجموعات الرائدة في مجال الحفاظ على البيئة على مستوى العالم والمؤسسات السياحية والتعليمية، بما في ذلك هيئة أبوظبي للسياحة والتراث والمدارس والجامعات و«الاتحاد العالمي لصون الطبيعة»، «لجنة بقاء الأنواع»، «هيئة البيئة- أبوظبي»، «حديقة حيوان سان دييجو»، «جمعية رينجلاند ترست الشمالية في كينيا» و«صندوق الحفاظ على الصحراء»، بهدف الحفاظ على الأنواع البرّية المهددة بالانقراض وإعادة توطينها بما فيها المها العربي والمها معقوف القرن.
واستمرت عملية التقييم للحصول على عضوية الرابطة الأوروبية لحدائق الحيوان والأحواض المائية نحو عامين، وشملت اجتماعات دورية وزيارات ميدانية ومراجعة شاملة للإجراءات المتبعة ضمن الحديقة، وتضمنت الجوانب التي شملها التقييم أيضاً مرافق الحديقة والعناية البيطرية ومعايير الفصل بين الأنواع وخطط الاستدامة، إضافة إلى السياسات والإجراءات الداخلية والمعلومات التاريخية وسجلات الحيوانات وسياسات التوظيف، كما أجرى وفد الرابطة الأوروبية مقابلات مع مجموعة من موظفي الحديقة من مختلف المستويات حول الحديقة وإدارة مجموعة الحيوانات، واطلعوا على العروض والتجارب التفاعلية التي تقدمها مثل عرض الطيور وإطعام الزراف.
ويشدد الساعدي على أنه ضمن التزام دولة الإمارات الحفاظ على الحياة البرية في الدولة وخارجها، تعمل حديقة الحيوانات بالعين على تحويل المنطقة المحيطة بالحديقة الحالية إلى مؤسسة جديدة مخصّصة لعرض الحياة البرية الصحراوية وتفسيرها والمحافظة عليها.
وتقدم وجهة الاستجمام والترفيه المسماة بـ«متنزه العين للحياة البرية»، فرصة رائعة للزوار لاستكشاف عالم الصحراء وتجربة وجهة سياحية ذات مستوى عالمي.
ويتضمن «عالم صحارى الإمارات» في المتنزه، «مركز الشيخ زايد لعلوم الصحراء»، معروضات تعليمية تحتفي بالحياة البرية الصحراوية وتراثها وتقاليدها، وكذلك بإرث الشيخ زايد في الحفاظ على الحياة البرية، كما سيساعد المركز على التخطيط لمستقبل مستدام للحياة الصحراوية.
استهداف الأطفال
تتضمن حديقة الحيوانات بالعين للأطفال، ألواناً من التعليم والتسلية للأطفال في الهواء الطلق، يتعرفون من خلالها إلى أنواع مختلفة من النباتات.
وتحتوي الحديقة على مساحات متعددة للعب، ومواقع للنزهات وحديقة أزهار وحديقة نباتات محلية تحوي فصائل خاصة، وحديقة لإعادة التدوير وحديقة خضراوات وفاكهة وأعشاب.
كما تحيط بالحديقة أشجار أفريقية عملاقة تقدّم للجمهور والأطفال تجربة حقيقية عن قدرة بعض أنواع النباتات على التأقلم مع التربة الجافة.
أنشطة مستقبلية
عن الأنشطة المستقبلية، يؤكد سالم الساعدي، مدير الاتصال بحديقة الحيوانات بالعين، أنه في سبتمبر الجاري تشارك حديقة الحيوانات بالعين في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية خلال الفترة من 10 ولغاية 13 منه، موضحاً «من خلال هذه المشاركة سنعمل على إلقاء الضوء على جهود الحديقة في الحفاظ على البيئة محليا وعالميا، وتشجيع الجمهور على دعم تلك الأنشطة والمشاركة فيها، وانطلاقا من أهمية حديقة الحيوانات بالعين بوصفها من أكبر الحدائق في منطقة الشرق الأوسط، تقدم الحديقة خدمة جديدة للجمهور ممثلة في تقديم خدمات استشارات البيطرية متنوعة، كي يستفيد الجمهور من فريق البيطرة في الحديقة، وسيتم توفير خدمات التشخيص من قبل وحدة الأبحاث والتشخيص البيطري التي تمّ افتتاحها مؤخرا في الحديقة».
وجهة ترفيهية تعليمية
يعود تأسيس حديقة الحيوانات بالعين لعام 1968، لتشكل منذ ذلك الحين وجهة عائلية ترفيهية وتعليمية بيئية في الهواء الطلق، حيث يتمتع الزوار فيها من جميع الأعمار باكتشاف الحياة البرية ضمن جو مليء بالفرح والمغامرة، ومحفوفة بتجارب تعليمية حول المحافظة على البيئة.
كما سيتعرف الزوار إلى مجموعة من الحيوانات يقارب عددها 4 آلاف نوع. جريدة الاتحاد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق