السبت، 25 أكتوبر 2014

النباتات


تنتشر النباتات البرية في الصحاري والقرى والواحات وفي السهول والوديان والجبال ويقصد بالنباتات البرية التي تنبت من دون تدخل الإنسان، وتنقسم إلى نوعين نوع معمر يعيش لعدة سنين يجدد نباته كلما نزلت الأمطار وسقيت الأرض، ونوع آخر حولي (سنوي) يعيش لفترة قصيرة يموت بعدها وينبت مرة أخرى في السنة التالية من البذور التي سقطت منه في السنة الفائتة وذلك بعد تحسن الجو أو بعد سقوط أمطار كافية لخروج النبات.
بعض النباتات تستطيع الانتشار في أماكن كثيرة والآخر له أماكن محددة لا يستطيع الانتشار في غيرها، فنوع التربة ومكوناتها وتضاريسها وتوفر نوع الحشرات الملقحة لأزهاره مطلب مهم لبعض النباتات يجعلها محدودة الانتشار. ومن الممكن أن يساعد الإنسان على انتشار النبات فبفهم آلية انتشار النبات والشروط الواجب توافرها يستطيع الإنسان المساهمة في ذلك، وذلك للنباتات المعرضة للانقراض.
يعتبر النبات مصدر غذاء مهم للحيوانات الرعوية وهي كذلك لجميع الحيوانات من أحجام مختلفة من زواحف وثديات وحشرات برية، ولربما تنقرض أكثر النباتات إذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن، ويمكن أن يكون التدهور والانقراض بشكل سريع غير متوقع وذلك لأن النباتات تعتبر جزء من التكامل البيئي الذي يمثل حلقة مغلقة تعرف بالتوازن البيئي (Echo system) فالطير يعتمد على النبات ويمد النبات بالسماد والنبات يعتمد على الحشرات والطيور لتلقيح أزهاره والقوارض والزواحف والمفصليات تعتمد على بذور النبات وأوراقه كغذاء لها والنباتات المعمرة كمأوى للقوارض والنبات يعتمد على الحيوان والرياح لنشر بذوره لمسافات بعيدة، فطغيان جزء على الآخر من فعل الإنسان يؤدي إلى الإخلال بالتوازن البيئي وكسر المنظومة الطبيعية وانهيارها.
إحصائيات نباتات الجزيرة العربية من كتاب and Socotra, by A.G. Miller and T.A. Cope, 1996  Flora of The Arabian Peninsula ما عدا الكويت فهي من آخر قائمة نشرت في عام 1994 والسعودية من كتابWildflowers of Saudi Arabia by Sheila Collenette:
المملكة العربية السعودية: 2250 نبات 35 لا ينبت في غيرها أي بنسبة 2%.
سلطنة عمان: 1200 نبات 75 لا ينبت في غيرها بنسبة 7%.
الإمارات العربية المتحدة: 490 نبات.
دولة قطر: 300 نبات.
البحرين: 250نبات.
الكويت: 374 نبات.
للأسف هناك الكثير من المختصين يكتبون سواء في الصحف أو الكتب المطبوعة عن البيئة فيعتذرون مسبقاً للقراء عن فقر البيئة وأن الأرض فقيرة بالمواد العضوية وأنها غير خصبة والنباتات بالكاد تنبت فيها وبيئة لاتصلح لشيء، وهذا مما يعزز عدم الاهتمام بالبيئة وحمايتها، لكن الواقع غير ذلك، فعلى سبيل المثال فنباتات المملكة العربية السعودية تبلغ 2250 نبات بينما يبلغ عدد النباتات في بريطانيا مع إيرلاندا فقط 1600 نبات. فبيئتنا غنية بنباتاتها وحيواناتها، فزواحف بريطانيا فقط 3 أما حياتهم فأيضاً ثلاث فقط وبرمائياتهم فقط أربعة ضفادع وثلاثة سمندل مائي.
و تتعرض النباتات والبيئة عموماً لتأثيرات سلبية من قبل الإنسان ألخصها بالتالي:
1. الرعي الجائر وهو الرعي فوق ما تستطيعه الأرض من تحمل مما يؤدي إلى موت النبات بعد أكله من قبل الحيوانات دون أن ينشر بذوره لتبنت في السنة التالية.
2. تدمير الصحراء من حفريات وإلقاء أنقاض المباني ومرور السيارات على تراب الصحراء الهش وإلقاء المخلفات من قبل المتنـزهين في البر.
3. خلع النباتات الرعوية الحولية من الأرض مع جذورها مما يعني موتها وتجميعها في سيارات الرعاة وأخذها لحيوانات الرعي، وهي النباتات التي عاشت السنين الكثيرة وهي تمد الحيوانات بالغذاء وخلعها يعني نقص عددها ومن ثم انقراضها كما يحدث تماماً في قطع أشجار الغابات وتناقص الغابات بسبب عدم التعويض عن المقطوع.
4. إنشاء المناطق السكنية الجديدة على الأراضي البرية بدون حصر النباتات والحيوانات التي تعيش فيها ونقلها إلى بيئات مشابه جديدة وذلك للمحافظة على نوعها كما تفعل الدول المتقدمة.
5. عدم وجود سلطة رسمية تتابع وضع النباتات والبيئة عموماً وتقيمّ مدى تدهورها أو تحسنها وتقدم بذلك تقرير سنوي عن حالة البيئة.
6.   عدم تطبيق قوانين حماية النباتات من القلع.
7.   عدم إنشاء محميات طبيعية لجميع البيئات المختلفة في دولة الكويت لأن لكل بيئة نباتاتها الخاصة بها.
وللنبات أهمية كبيرة في الماضي فهو الدواء والغذاء للحيوان والإنسان ويستخرج منه الأصباغ والألوان وتدبغ به الجلود وهو للزينة ويستخرج منه العطور ويستخدم كوقود للتدفئة والطبخ فإن لم نرى له استخدام في هذا الزمان فلندخره للأجيال اللاحقة لعلها تحسن الاستفادة منه فهو منظر بديع ومصدر طبيعي لمواد طبيبة وصناعية وخلق إلهي وجب علينا أن نتفكر به ونحمد الله عليه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق