الأحد، 20 مارس 2016

"القرنفل"... زهرة التباهي والتفاخر

كان مجموعة من الشعراء يحتفلون بذكرى الشاعر "أبو فراس الحمداني" ويضعون "القرنفل" على نصب تذكاري له في "حمص" وعندما سألت أحدهم لماذا اختاروا "القرنفل" لوضعه على قبر الشاعر أجابني لأن: «"القرنفل" زهرة تليق بالشعراء الكبار تليق بأشعار "أبو فراس"»، حتى أن هناك نوع من أنواعه يسمى بالشاعر، ولأنواعه رموز عديدة فمثلا "القرنفل" الأبيض يرمز إلى الإخلاص، أما الأحمر فيرمز إلى الحب العميق الصادق، وكان في الصين القديمة تقليدا بأن يضع الأشخاص المخلصون في أفواههم حبة "قرنفل" حتى يخرج الحديث نقيا.
تكبير الصورة
"القرنفل" هذه الزهرة الجميلة بألوانها المتميزة والغريبة بتدرجات أوراقها وعطرها الطيب كانت إحدى مظاهر التباهي والتفاخر، حتى أن أصحاب الحدائق كانوا يتسابقون في زراعتها وفي حسن تشكيلها ومع رائحته المميزة النفاذة التي استعملت لإضفاء نكهة خاصة على بعض أنواع الأطعمة. "القرنفل" له جذور في الموروثات الشعبية والأدب والفن في انكلترا منذ قرون ويعد عالم النبات "كارليانوفس" أول من ابتكر اسم العائلة القرنفلية في القرن الثامن عشر.

وللوقوف على الناحية الزراعية لهذه الزهرة موقع eHoms التقى المهندسة الزراعية "لوسيا السكت" التي حدثتنا قائلة: «"القرنفل" نبات شجري دائم الخضرة، أوراقه ذات نكهة، وأزهاره وردية اللون وهو منتشر بكافة المشاتل 
تكبير الصورة
القرنفل البلدي
السورية وخصوصا "القرنفل" البلدي أما عن أنواعه فيمكن أن نذكر منها، "قرنفل الشاعر" وهو نبات شتوي قصير الساق موطنه أوروبة وآسيا.

يعطي النبات أزهاراً بكثافة عالية والإزهار مختلفة ومتعددة الألوان، يفضل النبات المواقع المشمسة والأراضي جيدة الصرف، وينصح زراعة بذوره بالمراقد قبل /8/ أسابيع، ويزرع أيضاً كنبات تحديد في الحدائق الأرضية والصخرية، أما "الفرنفل البلدي" وهو "القرنفل" الأشهر فهو نبات شتوي متوسط إلى عالي الارتفاع، موطنه حوض البحر الأبيض المتوسط، يعطي أزهاره في منتصف الصيف وهي أزهار مطبقة مختلفة الألوان ذات رائحة عطرية جميلة، وهناك "القرنفل الصيني" الذي ينمو على شكل رابية، تحمل الساق أوراقاً رقيقة لونها 
تكبير الصورة
قرنفل الشاعر
أخضر يشوبها الزرقة، يعطي النبات كثافة زهرية عالية من الإزهار النجميّة الشكل ذات رائحة عطرية خفيفة ألوانها متعددة، تتزامن إزهاره في الربيع مع الليالي الباردة على أن شدة البرودة أو الصقيع قد يقضي عليه». 

وأضافت عن "القرنفل الصيني": «يمكن القول بشكل عام أنه من الممكن زراعة بذور "القرنفل الصيني" في المواقع الدائمة مباشرة في المناطق الساحلية الدافئة حيث لا تتعرض للصقيع، يزرع "القرنفل" في الأصص وفي الحدائق الصخرية، في الأحواض الأرضية وكنبات تحديد».

صورة "القرنفل" ظهرت في الفنون والآداب، وهندسة العمارة والنسيج، وألونها المميزة وأشكالها جعلتها رمزًا للمحبة بين الناس وفي حكاية الشتاء لـ"شكسبير" يصف فيها 
تكبير الصورة
القرنفل الصيني
"القرنفل" أنه أجمل زهور الموسم.

في هذا الوقت ظهرت أصناف جديدة للقرنفل منها "قرنفل قيصر" و"قرنفل القلب"، هذه الأسماء تروي حكايات طويلة عن حب مستمر لهذه الزهرة وتفسر ربما شعبية هذه الزهرة لدى الشرقيين واحتلالها المراتب الأولى في مناسباتهم.
http://www.esyria.sy/ehoms/index.php?p=stories&category=misc&filename=200904151250011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق