الأحد، 2 نوفمبر 2014

الجزر مهدئ للأعصاب ويقي من التسمم


بيروت (الاتحاد)- ثمرة الجزر المعروفة لدى اليونانيين بـ«فيلون» أو «فيلترونط وأبناء الإمبراطورية الرومانية يعود تاريخ بذورها، إلى القرن الثامن قبل الميلاد. والجزر أفغاني الأصل، ونادر الوجود، ولم ينتشر في أوروبا، إلى بعد زمن، وقد عمل اليونانيون على تحسين طعمه المرّ، ليصبح أكثر حلاوة وصالحاً للأكل، كما استخدم في الأغراض الطبية، كعلاج للأورام السرطانية، والتهابات المثانة ولسعات الأفاعي والعقارب السامة وتسهيل الطمث. أما أهل روما فطحنوه واستعملوه لعلاج التقرحات على أنواعها، وكانوا يعتقدون بأنه مريح للمعدة. 
وعلى سبيل الذكر يقال إن الامبراطور الروماني الشهير كاليغولا أجبر جميع أعضاء مجلس «السانيت» على أكل الجزر حتى يراقبهم وهم يهيجون كالبهائم البرية. كما كان طغاة سجون الرومان يطعمون النساء الأسيرات الكثير منه لجعلهن أكثر سمنة.
وبعد الحرب العالمية الأولى عرفت الولايات المتحدة الجزر البرتقالي اللون، ومن هناك جاءت العلاقة بين الجزر والنظر. فبعد انتشار زراعة الجزر بشكل هائل، بدأت السلطات الأميركية بتوجيه نصائح للمواطنين لتناول الجزر لأنه يحسن النظر ويقويه. ويعود هذا الى كون «الكاروتين بيتا» من المواد القوية المضادة للأكسدة، ومن شأن تناول الجزر بكثرة منع حصول إعتام في بؤبؤ العين.
ويقول أخصائي التغذية جوي حداد :«لثمرة الجزر وعصيرها فوائد طبية مثيرة للاهتمام ويعتبر غنياً بالألياف الغذائية ، والمعادن خاصة السيلنيوم، والدهون القابلة للذوبان في الكاروتين ‏β‮ ‬،‮ ‬والـretinol‮ ‬ فيتامين‮ ‬أ.‮ ‬وتحتوي‮ ‬الجزرة‮ ‬على‮ ‬ما‮ ‬يصل‮ ‬إلى‮ ‬ستة‮ ‬في‮ ‬المائة‮ ‬من‮ ‬السكر‮»‬.‮ ‬
ويتابع:‮ «‬يوجد‮ ‬الجزر‮ ‬في‮ ‬صلب‮ ‬خلطة‮ ‬العديد‮ ‬من‮ ‬مستحضرات‮ ‬التجميل‮ ‬الطبيعية‮ ‬الخاصة‮ ‬بالعناية‮ ‬بالبشرة،‮ ‬لأن‮ ‬الجزر‮ ‬من‮ أغنى‮ ‬أنواع‮ ‬الخضار‮ ‬بفيتامين‮ ‬A،‮ ‬ويعتبر‮ ‬من‮ ‬وسائل‮ ‬التجميل‮ ‬المهمة‮ ‬والأساسية.‮ ‬وهو‮ ‬ضروري‮ ‬جدا‮ ‬لصحة‮ ‬الشعر‮ ‬والجلد‮ ‬وسلامته،‮ ‬كما‮ ‬أن‮ ‬النكهة‮ ‬المتميزة‮ ‬فيه‮ ‬ناتجة‮ ‬عن‮ ‬بعض‮ ‬الزيوت‮ ‬الإيثيرية‮ ‬حيث‮ ‬إن‮ ‬100‮ ‬غرام‮ ‬من‮ ‬الجزر‮ ‬الصالحة‮ ‬للأكل‮ ‬تحتوي‮ ‬على‮ ‬ما‮ ‬معدله‮ ‬6‮ ‬ملغرام‮ ‬من‮ ‬الكاروتينβ‮»‬.‬
وفي سرد لفوائد تلك الثمرة يصف حداد: «من المعروف أن الجزر يخفّف من التوتر، خاصة أثناء عملية المضغ، كما أنه جيد لمعالجة المجاري الهوائية، ويخفف من خطر الإصابة بسرطان الرئة. يحمي الجزر من التسمم، وينظم نسبة الكوليسترول في الدم ويقوي النظر.
وقد أثار الجزر العديد من الدراسات نظراً لاستعمالاته وفوائده الطبية، فكان مدراً للبول، وعصيره يعالج الاستسقاء و انحباس الماء بالجسم، كما يعالج النفخة ويطرد الارياح، ويوقف الإسهالات ومكرع و مجشئ و يمنع حموضة المعدة »
ويتابع حداد أن للجزر فعاليته في علاج أمراض الكلى المزمنة و مشاكل المثانة البولية، ويفتت الرمل والحصى، ويعالج البهاق. كما أن بذره يعالج الأمراض النفسية و التوتر واعتلال المزاج، وينشط الكبد ويمنع الريقان كما يعالج بذره أمراض الصدر و السعال. يعالج الجزر أمراض الحساسية والأكزيما، ويمنع حب الشباب و يعالجه».
ويختم حداد أن الجزر مهمّ للدم حيث يرفع مستوى البوتاسيوم في الدم، كما يستعمل مع مدرات البول التي تخفض مستوى الكالسيوم بالدم، ويسمح بالسيلان أثناء الدورة الدموية عند النساء، ويمنع تناول الجزر حصول الجلطات الدموية، حيث ينصح حداد بتناول فنجانين من عصير الجزر يومياً لمنع الأمراض المذكورة وتضخم الطحال، فضلاً عن أن تناول الجزر يومياً يضفي المرح على الإنسان.
فوائد عصير الجزر
لا يرغب الكثيرون بتناول عصير الجزر لكن لذلك أهمية ويجب معرفتها حيث إن عصير الجزر يطرد الحامض البولي من الدم، ولذا فهو يساعد مرضى النقرص.
وهو علاج لأوجاع حصى المرارة وأمراض الكبد، والسل، وله خصائص المضادات الحيوية، فهو يدمر البكتيريا التي تظهر في الأمعاء، ويساعد في التخلص من الإلتهابات المعوية وفي شفاء قرحة المعدة. كما أنه يساعد في حماية الجلد من الآثار المؤذية لأشعة الشمس وتمكنه من استعادة عافيته بسرعة. يمكن استخدامه طعاماً ودواءً في علاج التهابات الكلى، كون الجزر يحتوي على هرمون نافع جداً في علاج أعراض السكري، ويساعد في التخلص من بعض ديدان المعدة والمغص، فضلاً عن أنه مقوٍ جيد للمناعة الطبيعية ويحفظ جدران أجهزة الهضم ويضمدها.
ملاحظة الخبراء
وقد أوصى اتحاد مزارعي الخضراوات والفاكهة الألمان، بإضافة بعض الدهون كالزيوت أو الزبدة أو القشدة إلى الجزر عند إعداده، سواء عند تناوله نيئًا أو تحميره أو تشويحه، وذلك للاستفادة من مادة الكاروتين الموجودة به، التي تعمل على تقوية حاسة البصر، وتُسهم أيضاً في تحفيز عملية التمثيل الغذائي بالجسم. وأوضح الاتحاد الألماني، الذي يتخذ من العاصمة برلين مقراً له، كيفية حدوث ذلك بأنه لا يُمكن للجسم امتصاص مادة الكاروتين الموجودة للجزر وتحويلها إلى فيتامين (أ)، إلا بإضافة بعض الدهون إليه. وإلى جانب الكاروتين، أشار الاتحاد إلى أن الجزر يحتوي أيضاً على الحديد والبوتاسيوم والكالسيوم، وكميات كبيرة من الألياف الغذائية، التي تحمي الإنسان من نوبات الجوع الشديدة لأنها‏‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬رفع‭ ‬نسب‭ ‬السكر‭ ‬بالدم‭ ‬لديه‭ ‬بشكل‭ ‬تدريجي. جريدة الاتحاد 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق