الأحد، 19 أكتوبر 2014

مشروع لري النباتات بمياه الاستحمام


تم النشر في 2011/04/14 
إعداد علاء عبدالفتاح
في مقابل موجات الغبار التي تضرب البلاد، ثمة طاقات من الفتيان والفتيات لا تعرف الكلل، طالما تم توجيهها بخبرة الكبار في معهد الكويت للأبحاث العلمية، فالنتائج ستظل مذهلة، والتبشير بالمستقبل الافضل سيظل أمرا واقعا، وقد التقت القبس الفائزين بالجوائز الكبرى في مسابقة معرض الكويت العلمي الثالثة، بطاقتين ابداعيتين في مجال الزراعة، هما طالبة كويتية نبيهة وطالب هندي يدرس في المدارس التي تظللها الكويت برعايتها، وتم توزيع الجوائز على علماء الكويت من الشباب المتميزين خلال حفل ختامي أقيم تحت رعاية وزير النفط وزير الإعلام قبيل استقالة الحكومة السابقة الشيخ أحمد العبدالله.
وقد شارك ما يقارب من 350 طالبا عند انطلاق المسابقة في عامها الثالث في أكتوبر 2010، وقد تم تأهيل طلبة «أفضل 100 فكرة» في ديسمبر الماضي ليواصلوا تطوير الابتكارات العلمية خلال المرحلة الثانية من المسابقة وهي مرحلة التجارب العلمية.
في المركز العلمي بالسالمية التقيناه مع والده ووالدته، كان الطقس مغبرا، لكنه حمل نبتتين ثقيلتين ليؤكد لنا بالمشاهدة كيف نمت النبتة الأولى أكثر من الأخرى بعد ان سقاها بماء الاستحمام بكل ما فيه من املاح الجسم وبقايا الجلد الميت.

تأثير المياه الرمادية
اسمه سوراج سينثيلكومار من مواليد 15 نوفمبر 1997 يدرس في مدرسة الفحيحيل الوطنية الهندية الخاصة بالصف الحادي عشر (الثالث متوسط) ويود الالتحاق بمعهد ماساشوستس للتقنية (ماساشوستس انستيتيون أوف تكنولوجي) أو جامعة ستانفورد، أو جامعة جون هوبكينز مستقبلا، أما التخصص الذي يريد مواصلته في الجامعة فهو الهندسة.
قال لنا سوراج في البداية: قامت أمي بتشجيعي على الانضمام إلى مسابقة معرض الكويت العلمي «أفضل 100 فكرة» بعد أن قرأت عنها في الصحف، لأني متفوق في المواد العلمية في المدرسة. وقد اخترت أن أقوم بتجربة علمية في مجال قد تستفيد منه الكويت ويكون في الوقت ذاته سهل التحقيق من حيث الأدوات والخطوات التي أحتاج إليها لإنجاز التجارب.
ولأن مسابقة معرض الكويت العلمي تنقسم إلى مرحلتين، الأولى مخصصة لتقديم أفكارنا العلمية، والثانية يتأهل فيها طلبة أفضل 100 فكرة لمواصلة تجاربهم وخوض المسابقة، قمت بتقديم فكرتين في المرحلة الأولى، وقد تأهلت فكرة «تأثير المياه الرمادية (أو مياه الصرف) على نمو النباتات» للمرحلة الثانية. وهنا حصلت على الدعم من كل أفراد عائلتي في عملية جمع ماء الصرف، وفي أخذ الصور أسبوعياً لمتابعة تأثير هذه المياه في نمو النباتات.
سألناه: ما الذي جعلك تفكر في خدمة الزراعة والاستفادة من المياه المهدرة؟ فقال: أردت أن أقوم بمشروع يأتي بالفائدة للكويت، وقد فكرت أولاً في مشاريع علمية تخص العواصف الرملية التي تجتاح الكويت أو حلول لموجات الحرارة العالية في الصيف وكيفية تعزيز أنظمة التبريد وإيجاد الحلول للنقص الذي تعانيه الكويت في المياه النقية في هذه الفترة، وعندها تذكرت أن جدتي تستخدم المياه الرمادية أو الصرف في ري أشجار الموز وجوز الهند، وقمت ببعض البحوث عن هذه الطريقة ووجدت أن مياه الصرف تستخدم بعد معالجتها في ري النباتات، سواء هنا أو في مدينة ملبورن في أستراليا وفي بعض الولايات الجنوبية في الولايات المتحدة، فسألت نفسي إن كانت المياه الرمادية (الخالية من المخلفات الثقيلة لمياه الصرف) صالحة أيضاً لاستخدامها للنباتات الصغيرة، لأنها أكثر حساسية للشوائب التي في الماء والتربة أكثر من الأشجار، ولأن مياه الصرف تحتوي على مواد كيمياوية من المنظفات والدهون، فإن لم تتأثر النباتات سلباً منها فقد تكون الحل المناسب لري النباتات في موسم الصيف في الكويت، حيث المياه العذبة أقل توافراً.

الري بالمياه العذبة
ويستطرد: أظهرت أحدث المعلومات أن الكويت تستخدم الحد الأقصى لمخزون المياه العذبة التي تتم تحليتها في المحطات، ومع توسع الكويت والمناطق السكنية فيها، أصبحت هنالك حاجة ملحة لكمية أكبر من المياه العذبة، وبالتالي الحاجة لتحلية المزيد من المياه في المحطات، الأمر الذي يجعل العملية مكلفة بشكل أكبر. ولأن أغلبية المياه العذبة يتم استخدامها في المزارع والحدائق، فكرت في أن تكون مياه الصرف الحل الذي يمكن استخدامه في ري الزراعة، وبذلك نستطيع أن نوفر من استخدام المياه العذبة لاستخدام الناس. كما أن البحوث تشير إلى أن عملية جمع وعلاج مياه الصرف أقل تكلفة من عملية تحلية المياه. كما أن مياه الصرف التي يتم جمعها تساعد في تقليص المياه التي على الدول معالجتها في محطات معالجة مياه المجاري.

خطوط الفكرة
أطلق الفتى على مشروعه العلمي اسم: «تأثير المياه الرمادية أو الصرف وهي المياه المستخدمة في المنازل عدا مياه المرحاض في نمو النباتات»، وبالتالى فإن أهداف المشروع كانت:
ــــ تحديد إن كانت مياه الصرف تؤثر في نمو وصحة النباتات.
ــــ تحديد إن كانت كل أنواع مياه الصرف (مياه المطابخ، مياه آلات الغسيل، مياه آلة غسل الأطباق، مياه الاستحمام) لها التأثير ذاته في نمو وصحة النباتات.
ــــ تحديد إن كانت مياه الصرف صالحة للاستخدام في ري الزراعة بالنيابة عن المياه العذبة لنتمكن من الحد من استخدامات المياه العذبة.
الطريف أنه اكتشف ان مياه الصرف من المطابخ (المياه المستخدمة للطهو) قد تكون مفيدة لنمو النباتات من ناحية العناصر الغذائية التي قد تحتوي عليها وكان عليه أن يتأكد من أن الدهون والمخلفات الكيمياوية التي تتواجد في مياه الصرف التي تم استخدامها في غسل الأطباق والملابس وعند الاستحمام لا تؤثر سلباً في نمو النباتات، لأن معظم المساحيق تحتوي على نسب عالية جدا من الصوديوم ومادة «البورون» التي تعتبر مواد سامة للنباتات، وبالتالي قد لا تنمو النباتات التي يتم ريها بهذه المياه بطريقة طبيعية على غرار النباتات التي يتم سقيها بالماء العادية.

التجارب العلمية
يقول: لقد اعتمدت طريقة سهلة تؤكد موثوقية النتائج، التي سأحصل عليها:
ــــ قمت بشراء خمس نباتات متوسطة من الصنف ذاته، وأعطيت لكل واحدة حرفا كالتالي: أ، ب، ج، ع، د.
ــــ وضعت عصا من خشب قرب كل واحدة منها لقياس نموها أسبوعا تلو الآخر.
ــــ قمت بسقي النبتة «أ» بمياه عذبة، والنبتة «ب» بمياه الصرف المستخدمة في المطبخ، والنبتة «ج» بمياه الصرف المستخدمة في آلة غسل الأطباق، والنبتة «ع» بمياه آلة غسل الملابس، والنبتة «د» بالمياه المستخدمة في الاستحمام. وقمت بذلك على فترة 10 أسابيع. وقد حرصت على تزويد النباتات بالكمية ذاتها من المياه للتأكيد على دقة النتائج وألا تكون المياه المزودة تحتوي على مواد أخرى عن تلك التي أريد أن أقيّمها.
ــــ وقد قمت كل أسبوع بقياس مدى نمو النباتات، بالإضافة إلى تقييم مدى اصفرار الأوراق، وعدد البراعم، والورد الذي يزهر خلال الفترة.
ــــ وقمت بتلك التجارب على نبتة من الصنف الذي لا يزهر.
ــــ وبعد 10 أسابيع، كان لدي جدول متكامل يبرز تأثيرات كل مياه الصرف على نمو النباتات.

النتيجة
اعتماداً على النتائج التي حصل عليها طالبنا، وصل إلى نتيجتين، وهما انه يمكن استخدام مياه الصرف التي تأتي من المطابخ، والاستحمام، وآلات غسل الأطباق في ري النباتات، وثانيا لا يصلح استخدام مياه آلات غسل الملابس على النباتات التي تزهر لأنها تؤثر سلباً في نموها.
سألناه: لكن ما تأثيرات مياه الصرف في نمو النباتات؟
فقال: لا تؤثر معظم مياه الصرف في النباتات، فإن استخدمت مياه الصرف التي تأتي من المطابخ وآلات غسل الأطباق والاستحمام بالطريقة الصحيحة على النباتات، فتنمو النباتات بالطريقة ذاتها، إن تم ريها بمياه عذبة. لكن هل المياه التي تم استخدامها في آلات غسل الملابس يكون لها أثر سلبي في النباتات المزهرة؟
هل لكل أنواع مياه الصرف التأثير ذاته في نمو النباتات؟
يرد: لا، لا تؤثر بالطريقة ذاتها، فالمياه التي تأتي من المطابخ وآلات غسل الأطباق والاستحمام بالطريقة الصحيحة على النباتات، فتنمو بالطريقة ذاتها، إن تم ريها بمياه عذبة، لكن المياه التي تم استخدامها في آلات غسل الملابس يكون لها أثر سلبي في النباتات المزهرة. > وهل يمكننا استخدام مياه الصرف في ري الحدائق بدلا من المياه العذبة؟
ــــ يقول: يمكن استخدام مياه الصرف بعد معالجتها للحد من استخدام المياه العذبة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق