تشكل الأشجار التزيينية حيزاً كبيراً في الحدائق والمنتزهات العامة، كما وتزرع في الشوارع وعلى جوانب الطرق والساحات والمنصفات الطرقية، والهدف من زراعتها هو مجموعها الخضري الجميل المنظر من جهة والذي يؤمن الظل للماره ويصد الرياح القوية ويخفف من التلوث وتحسن الظروف البيئية من خلال زيادة نسبة الأوكسجين وتلطيف الجو من خلال النتح، ولبعض الأشجار أزهار جميلة أيضاً.
تصنف الأشجار وفق اعتبارات عدة:
1- متساقطة الأوراق أو مستديمة فهناك الجكرندا والصفورا والقيقب والزنزلخت من المتساقطة وهناك الصنوبر، النخيل من المستديمات.
2- هناك أشجار خضرية وأخرى زهرية ومن الخضرية نذكر الصنوبريات، اللوغسترم، الحور والخرنوب ومن الزهرية هناك المانغوليا، البونيسيانا وغيرها.
3- هناك أشجار كبيرة الجحم ضخمة مثال الكينا وهناك الصغيرة مثل السنط الأزرق ومتوسطة الحجم مثال الزنزلخت.
4- هناك أشجار أوراقها رفيعة مثل الصنوبريات وهناك أشجار عريضة الأوراق مثل النخيل وغيره.
5- هناك أشجار تكون في أوج نموها في الربيع وغيرها في الخريف وثالثة في الصيف ورابعة على مدار السنة.
6- هناك أشجار تتحمل التلوث تزرع في المناطق الصناعية والشوارع المزدحمة بالسيارات مثال الكازورينا وشجرة الجنة وأخرى تتحمل الكلس مثل القيقب والبطم وثالثة تتحمل التشكيل الهندسي مثل الأروكاريا والسرو وأخرى تزرع في الأصص مثل البلوط والسرو الذهبي.
7- هناك أشجار بطيئة النمو مثل الأرز والخرنوب وأخرى سريعة مثال الكينا والكازورينا.
8- وهناك تصنيف لهذه الأشجار بحسب طبيعة نموها فهناك أشجار تنمو عمودياً ومخروطياً مثل السرو والكازورينا وأشجار أخرى كروية التاج مثل اللوغسترم والصنوبر الثمري وهناك أشجار متهدلة مثل الصفصاف والفلفل. وهناك أشجار خيمية مثل البونسيانا والجاكرندا.
طرائق تكاثر الأشجار التزيينية:
تتكاثر الأشجار كما هو الحال لدى الشجيرات بعدد من الطرائق:
بالبذور: تزرع في المراقد وتفرد بعدها إلى أصص ثم تنقل إلى الموقع الدائم وهناك بذور كبيرة الحجم وأخرى صغيرة الحجم وبذور سريعة الإنبات وأخرى بطيئة الإنبات وتزرع بذور الأشجار بشكل عام في أواخر الشتاء وأوائل الربيع.
بالعقل: عقل خضرية أو خشبية، تزرع العقل عادة في المراقد أو في المشاتل وبعد نموها تنقل إلى المكان الدائم ويمكن زراعة العقل مباشرة في الحقل المستديم لبعض أصناف الأشجار مثال الطرفاء والصفصاف.
بالسرطانات: وهي نموات تخرج من براعم ساكنة على أرومة الشجرة وتعتمد هذه النموات في الحصول على حاجاتها الغذائية من النبات الأم. وعند أخذها للتكاثر يتم تجذيرها وهي متصلة مع الشجرة الأم أو بعد فصلها وذلك في أشجار الدلب، الرمان والصفصاف.
بالترقيد: تكون بعض النباتات جذوراً على سوقها ويستفاد من هذه الظاهرة لإكثار الشجرة بالترقيد الهوائي مثال شجرة المانوليا أو بالترقيد الأرضي كما أشير سابقاً عبر إدخال الفرع داخل التربة وتغطية جزء منه بالتراب وخروج قمة الفرع من الطرف الثاني نحو الهواء.
زراعة الأشجار التزيينية:
توضع الغراس القادمة من المراقد في حفر عمقها 40 سم وبحسب حجم المجموع الجذري، يخلط التراب الناتج عن الحفر مع السماد العضوي المتحلل بنسبة 1:3 ويوضع جزء من الخليط في قاع الحفرة ثم توضع الغرسة ويضاف التراب المخلوط حولها ويضغط بالقدمين على أن تترك قمة الغرسة ظاهرة فوق الخليط الأرضي. ثم توالى الغرسة بالري والعناية.
تزرع غراس الأشجار متساقطة الأوراق خلال فترة السكون (كانون ثاني) وينصح عادة بلف جذعها بالخيش بدءاً من سطح الأرض وحتى نقطة تفرع الساق وذلك بهدف الحماية من الإصابة بالآفات الحشرية وللحماية من أشعة الشمس.
وتزرع غراس دائمة الخضرة في أي وقت من السنة ويستحسن عدم النقل من الأكياس أو الأصص بالأشهر الحارة.
ويستحسن وضع دعائم خشبية بجوار الغرسة لحمايتها من الرياح وللمحافظة على استقامة الساق.
وينصح أن تتميز الأشجار المخصصة لزراعة الشوارع في المدن والقرى بأن تكون مستديمة الخضرة مزهرة. ملائمة للمناخ والبيئة والتربة، خالية من الأشواك، مقاومة للأمراض والحشرات وقوية النمو، ألوان أوراقها وأزهارها جميلة ومقبولة.
تسمد الغراس المزروعة بسماد عضوي متحلل يخلط مع الطبقة السطحية وحتى عمق 8-10 سم وبمعدل 10-25 كغ لكل شجرة بناءً على حجمها وخصوبة التربة.
وتسمد الأشجار في الشوارع والحدائق بالأسمدة المعدنية وبعض العناصر الصغرى ويضاف السماد N.P.K بمعدل 10 : 6 : 4 يضاف بمعدل 1/2 كغ لكل سم من قطر الشجرة، وترش العناصر الصغرى ورقياً بحسب الحاجة وظهور أعراض النقص.
تقلم الأشجار متساقطة الأوراق خلال فترة السكون ودائمة الخضرة تقلم بعد إنتهاء موسم الأزهار ولا تقلم عادة الأشجار المخروطية الشكل حيث يكتفي بإزالة الأفرع الجافة والمريضة.
من الممكن تجديد الشجرة عندما تدخل طور الشيخوخة ويكون ذلك بإجراء تقليم جائر لسوقها ولأفرعها للحصول على نموات جديدة تعيد للشجرة حيويتها وجمالها ويكون ذلك في أواخر الخريف أو في الشتاء. يعتنى بالشجرة المجددة في الربيع التالي حيث تسمد التربة وتحرك وتعالج ضد الإصابات المرضية.
وتجدر الإشارة أخيراً إلى إصابة الأشجار المتقدمة بالعمر بجروح تنتج عن الحيوانات أو عبث الإنسان أو اصطدام السيارات أو بفعل العواصف وسيتحسن معالجة هذه الأوضاع من خلال تنظيف المكان وإزالة الأنسجة التالفة وطلاء المكان بمادة مطهرة وتغطيته ببعض المراهم المضادة لنمو الفطريات ومتابعة أوضاع الجروح مستقبلاً.
ومن أهم الأشجار التزيينية الخضرية نذكر:
شجرة الصنوبر Pinus spp.:
ينتمي الصنوبر بأنواعه الثلاثة: حلبي، ثمري، بروتي إلى الفصيلة الصنوبرية Pinaceae وموطنه الأصلي هو حوض المتوسط.
الشجرة مستديمة الخضرة، أوراقها إبرية قمتها بيضوية أو كروية، تعطي ثماراً عبارة عن مخاريط تحتوي على بذور داخل الحراشف، يفضل الصنوبر المواقع المشمسة ويتحمل الصقيع شتاءً وارتفاع الحرارة صيفاً يزرع في الحدائق وكمصد للرياح وهو نبات يتحمل الجفاف والتلوث وبخاصة النوع P. halepensis يحتوي قلف شجرة الصنوبر على زيت التربنتين وهو مادة طارده للديدان ومطهرة ومسكنة للمغص، كما ويستخرج من القلف مواد راتنجية.
يتكاثر بالبذور التي تتميز بنسبة إنبات عالية ويمكن أن يتكاثر بالتطعيم وبالعقلة الساقية.
شكل نبات الصنوبر
السرو Cupressus spp.:
شجرة دائمة الخضرة تنتمي بأنواعها الثلاثة إلى العائلة Cupressaceae وهي من مجموعة الصنوبريات لها أوراق حرشفية وثمار كروية داخلها البذور.
من أهم أنواع السرو السائدة في سورية السرو الفضي C. arizonica والسرو الأفقي C. horizantalis والسرو العمودي C. pyramidalis يصل ارتفاع الشجرة 10-18 م ويحب النبات المواقع المشمسة ويتحمل الصقيع شتاءً وارتفاع الحرارة صيفاً. يزرع كمصد للرياح ويتحمل الجفاف والغبار والدخان، يتكاثر بالبذور ويمكن إكثاره بالعقل الساقية.
شكل نبات السرو
الفلفل المستحي (كاذب) Schimus molle:
شجرة دائمة الخضرة رفيعة الاوراق، تضم الورقة الريشية المركبة حوالي 25 وريقة، للنبات رائحة عطرية مميزة، الأغصان متهدلة، حساس للبرد، يتحمل الكلس والأدخنة والغبار.
الساق متعرجة مائلة كثيرة النتؤات، تظهر على أسفل الساق تقرعات كثيرة وأوراق عديدة قد تعيق المارة عند زراعته في الشوارع، تنتشر هذه الشجرة بكثرة في مدينة دمشق بسبب سهولة إكثارها وسرعة نموها. الزهرة عبارة عن نورات عنقودية ليس لها قيمة جمالية أو صناعية تتحول إلى ثمار كروية حمراء تشبه بذور الفلفل الحقيقي.
وتجدر الإشارة إلى وجود نوع آخر من الفلفل عريض الأوراق أسمه S. terebinthifolius أجمل من الكاذب غير أن صعوبة إكثاره قللت من انتشاره.
شكل نبات الفلفل
الزنزلخت Melia azedarach:
شجرة متساقطة الأوراق تنتمي للعائلة meliaceae ، أوراقه مركبة من 3-12 وريقة مسننة الأزهار صغيرة متجمعة بنفسجية رائحتها لطيفة، الثمرة كروية تضم 3-5 بذور يشوبها الاصفرار عند النضج، تبقى الثمار على الشجرة لفترة طويلة. يزرع النبات للزينة والظل في الحدائق والشوارع يتحمل الجفاف وقلوية التربة وهو سريع النمو.
تتجوف أفرع الشجرة عند تقدمها بالعمر بفعل إصابتها بمرض تعفن القلب الخشبي مما يجعل الأفرع سريعة الكسر وهي شجرة غير مرغوبة جداً للشوارع لكونها متوسطة التحمل للأدخنة والغبار، يستخرج من بذورها مواد تستخدم صيدلانياً لمعالجة الأمراض الجلدية ولتقوية الشعر، وأوراقها خافضة للحرارة طاردة للديدان.
وتجدر الإشارة إلى أن قلف الشجرة وثمارها شديدة السمية للإنسان والحيوان بسبب احتوائها على مادة Tazetine سلبية التأثير على الجهاز التنفسي.
يكثر النبات بالبذور التي بحاجة إلى النقع بالماء أو أنه يتكاثر بالعقل الساقية.
شكل الزنزلخت
الكازورينا Casuarinas pp.:
شجرة كبيرة دائمة الخضرة سريعة النمو تشبه الصنوبر لكنها تتبع عائلة نباتية أخرى Casuarinaceae نمو النبات هرمي وتتهدل بعض الأفرع في بعض الأنواع مما يكسبها ناحية جمالية. الورقة حرشفية فاتحة في بعض الأنواع وداكنة في أنواع أخرى، الزهرة بنفسجية صغيرة ليس لها قيمة جمالية، ثمارها كروية صغيرة قطرها 1سم.
يتبع للجنس تزورينا أنواع عديدة منها ما يتحمل الصقيع C. cunninghamiana وفيها حساس للصقيع مثال كزورينا ذبل الغرس C. equistolia يفضل النبات المواقع المشمسة ويتحمل الأراضي الكلسية وارتفاع الأملاح ويتحمل الجفاف وارتفاع الحرارة ويزرع كمصدات رياح ويتكاثر بالبذور
شكل الكزورينا
الأروكاريا Araucaria excelsa:
شجرة دائمة الخضرة تنتمي للعائلة Araucariaceae وهي بطيئة النمو تتحمل الظل ولا تتحمل البرد تزرع في المناطق التي لا تتعرض للصقيع، كما وأنها لا تتحمل الجفاف والرياح وتفضل الوسط الرطب للنمو، تمتد أفرعها على شكل طبقي جميل حيث تخرج النموات في سنويات أفقية متعامدة على الساق الرئيسة. وهي شجرة غالية الثمن تتكاثر بالبذور ويمكن أن تزرع بالأصص وهي لا تقلم وتعتبر من أجمل الأشجار المخروطية الشكل.
شكل الأروكاريا
شجرة الغار النبيل Laurus nobilis:
شجرة صغيرة إلى متوسط الحجم دائمة الخضرة، تنتشر بشكل رئيسي في جنوب شرق آسيا وأمريكا، تحب هذه الشجرة المناخ المعتدل وتتحمل جزئياً الصقيع، وتحقق أفضل نمو في ظروف نصف الظليلة وفي التربة الخصبة وعلى ارتفاع 300-400 م عن سطح البحر.
شكل الشجرة مخروطي وترتفع ما بين 12-20م وهي شجرة منفصلة الجنس، لحاء الشجرة ناعم الملمس وأوراقها خضراء داكنة جلدية الملمس متبادلة وذات أعناق قصيرة، الزهرة صفراء صغيرة الحجم نجمية الشكل، تخرج العناقيد الزهرية في أواخر الربيع وتستمر حتى أوائل الصيف وليس للزهرة قيمة تزيينة.
تستخدم الأوراق في تحضير أطباق مختلفة ويمكن أن تستخدم وهي جافة في تحضير مغلي شاي الأعشاب وللورقة استخدامات طبية أخرى ولصناعة صابون الغار، وللنبات قيمة اجتماعية لتتويج المنتصرين في الحروب.
شكل شجرة الغار
الخرنوب Ceratonia siliqua:
من العائلة البقولية، دائمة الخضرة، تاجها مستدير وكبير وكثيرة التفرع، تستخدم في الحدائق لتأمين الظل، تفضل الشجرة المناطق المعتدلة ولا تتحمل الصقيع.
الورقة ريشية مركبة، الوريقات بيضوية الشكل سطحها العلوي لماع والسفلي أخضر فاتح مائل للسمرة، تتحمل هذه الشجرة الأدخنة والغبار وليس لازهارها البنفسجية اللون أي قيمة جمالية غير أن قسم منها تحتوى على مادة سكرية يستخرج منها دبس الخرنوب، تتكاثر الشجرة بالعقل الساقية وبالبذور.
شكل شجرة الخرنوب
الكينا : Eucalyptus camaldulensis
شجرة ضخمة دائمة الخضرة تصل حتى 20م، ساقها قائمة وتاجها كبير وتفرعاتها كثيرة، وهي شجرة سريعة النمو الورقة رمحية لها رائحة ليمونية عند فركها باليد الأزهار والثمار ليست ذات قيمة تزيينة.
تحتاج الشجرة إلى مواقع مشمسة وتتحمل الجفاف وارتفاع الحرارة وتتحمل الصقيع والغبار والأدخنة، تزرع للزينة في الشوارع والحدائق كما تزرع لتثبيت الكثبان الرملية، ولها رائحة طاردة نوعاً ما للحشرات، قد يصل تعمق جذورها حتى 50م وعليه فإنه لا ينصح بزراعتها بالقرب من تمديدات المياه المالحة، تتكاثر بالبذور وبالعقلة الساقية.
شكل شجرة الكينا
الأرز اللبناني : Cedrus Libane
شجرة ضخمة بطيئة النمو، يصل ارتفاعها إلى 30م وهي دائمة الخضرة، مواطنها سورية ولبنان وتتبع العائلة الصنوبرية pinaceae وهناك الأرز الأطلسي atlantica الأقل ارتفاعاً وأرز همالايا deodara الذي يصل إلى 45م.
تتميز الشجرة بنمو أفرعها جانبياً وبشكل عمودي على الساق الرئيسية، الورقة ابرية متوضعة في عناقيد شعاعية والزهرة تتحول إلى مخاريط منتصبة تحمل البذور المجنحة تفضل الشجرة المواقع المشمسة وتتحمل الصقيع وتفضل الترب الحامضية الرطبة، ولا تتحمل الشجرة الرياح القوية الجافة تتكاثر بالبذور وبالعقل الساقية. كنانه اون لاين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق