الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014

الزراعة من دون تربة مجدية اقتصادياً

في جولة تعريفية لمزارعين ومستثمرين
باحثو مركز قابوس: الزراعة من دون تربة مجدية اقتصادياً
أكّد باحثون في مركز السلطان قابوس للزراعة المطورة وبدون تربة التابع لجامعة الخليج العربي أن «الزراعة بدون تربة أضحت ضرورة وسيلجأ المزارعون لها عاجلاً أو آجلاً»، وقالوا «سيضطر المزارعون لانتهاج هذا النوع من الزراعة مستقبلاً، حيث إن التربة تتملّح باستمرار ولن تعود صالحة للزراعة، وحتى محاولات تسميدها لن تجدي مع الزمن بسبب ريّها بمياه مالحة».
وفي جولة نظمتها إدارة الزراعة للمزارعين والمستثمرين في مجال الزراعة بالمركز الخميس الماضي وشاركت فيها «الوقت»، استمع الحضور إلى شرح مجموعة من الباحثين الزراعيين كان من بينهم أحمد علي صالح ويحيى عثمان.
ورداً على سؤال «الوقت» بشأن مدى جدوى الزراعة بدون التربة من الناحية التجارية أكّد الباحثون «الفائدة الربحية لهذا النوع من الزراعة لأسباب عدّة من بينها توفير استهلاك المياه، حيث تستهلك الزراعة بدون تربة نسبة قليلة جداً من المياه إذا ما قورنت بالزراعة التقليدية»، وأشاروا إلى «العدد القليل الذي يحتاجه هذا النوع من الزراعة للعمالة، إضافة إلى مميزات أخرى كثيرة».
إلاّ أن أحد الباحثين أكّد أن «الكلفة الإنشائية للزراعة بدون تربة كبيرة جداَ إذا ما قورنت بكلفة إنشاء المزارع التقليدية»، وقال «ذلك لا يعني خسارة المشروع من الناحية التجارية، ولكن يحتاج المستثمر إلى 3 سنوات على الأقل لكي يبدأ بعد ذلك بتحقيق الأرباح».
وشجّع الباحثون خلال اللقاء أن يحذو المزارعون الصغار والعوائل نحو تطبيق الزراعة بدون تربة بوصفها زراعة مثالية ونموذجية واقتصادية على المدى البعيد وفق ما قالوا.
المحلول المغذي ونجاح الهيدروبونك
وعرّف الباحثون في بدء الجولة الزراعة بدون تربة بوصفها «زراعة وتربية وإنتاج النباتات في أوساط أخرى غير التربة العاديّة، حيث تشمل الأوساط على بيئة المحلول الغذائي (الزراعة المائية)، الحصى، الرمل، البيرليت، الفورموكيت أو نشارة الخشب، وعرضوا نماذج عملية للمحميات الطبيعية التي أقاموا عليها الزراعة بدون تربة، حيث تضمنت تلك المحميات أنواعا عديدة من الزراعة بدون تربة.
في المحمية الأولى شاهدنا محاصيل عديدة ومتنوعة من بينها الزهور والخضار بأصناف شتى، وضعت المحاصيل وسط تربة غير زراعية وهي عبارة عن أحجار صغيرة، وهناك أنابيب تمتد على طول المزروعات، وتنتهي بخزّان المياه. وعلّق الباحثون حول ذلك بالقول «تنقسم طرائق الري إلى قسمين رئيسيين، نظم مفتوحة يستخدم فيها المحلول المغذي مرة واحدة بتوصيله إلى المجموع الجذري للنبات ولا يعاد استخدامه، وأخرى نظم مغلقة، حيث يسترد المحلول المغذي الفائض بعد دورانه في النظام ويعاد استخدامه مرة أخرى»، لافتين إلى «أفضلية النظام الثاني كونه موفراً للمياه وهو المستخدم في المركز».
وفي ذات السياق أشاروا إلى المتطلبات الأساسية للزراعة بدون تربة وفي مقدمتها المحلول المغذي إذ «يجب أن يحتوي على العناصر المغذية الكبرى والصغرى الضرورية لنمو النبات وهي النتروجين، الفوسفور، البوتاسيوم، الكبريت، الكالسيوم، الماغنسيوم، الحديد، المنجنيز، الزنك، البورون، النحاس، المولبيدنيم والكلور».
ولفتوا إلى ضرورة أن يكون «العاملون في هذا النوع من الزراعة على دراية واطلاع ومعرفة جيدة بتغذية النبات، والتعامل مع تغذية النبات يكون من خلال التعامل مع المحلول المغذي الذي هو مفتاح النجاح في الزراعة بدون تربة»، إلاّ أن أحد الباحثين أشار إلى «وجود خلطات جاهزة في الأسواق للمحاليل المغذية حسب كل صنف»، منوهاً في هذا السياق إلى «أن لكل صنف من المحاصيل مكونات غذائية ما تتناسب واحتياجاته، وإلى ضرورة متابعة ما يطرأ على النبات من تغيرات في عناصره بشكل دوري لضمان التغذية الجيّدة للنبات، حيث إن المحلول المغذي بمثابة العمود الفقري للزراعة بدون تربة، ذلك أن النبات يأخذ العناصر اللازمة لنموه من هذا المحلول بدلا من التربة في حالة الزراعة الحقلية أو التقليدية».
وتطرق الباحثون خلال الجولة إلى بعض الشروط الواجب توافرها في المحلول المغذي «بحيث يكون في المدى المناسب لمستوى ذو (مقياس الحموضة والقلوية وهو مقسم من 1 ـ 14 ويكون المحلول حامضياً إذا كان أقل من 7 ويكون قلوياً إذا كان أكثر من 7 ويكون متعادلاً إذا كان 7 ويعرف ذو بأنه لوغاريتم الأس السالب لتركيز أيون الهيدروجين في المحلول)»، لافتين إلى أن لكل «نبات مستوى مناسب من ذو يعطي النبات عنده أفضل إنتاج».
وأشاروا في ذات السياق إلى «المحافظة على درجة الحرارة المناسبة للمحلول المغذي وتزويده بالأكسجين الموجود في الهواء الجوي».
يذكر أن مركز السلطان قابوس للزراعة المطورة وبدون تربة تأسس منذ العام ,2001 ويهدف المركز إلى تهيئة الفرص للباحثين وطلبة الدراسات العليا في تخصص تقنيات الاستزراع الصحراوي والزراعة بدون تربة والبرامج الأخرى ذات العلاقة في الجامعة لإجراء بحوثهم العلمية إضافة إلى إجراء بحوث علمية تطبيقية باستخدام تقنيات متطورة في الزراعة وخصوصا الزراعة بدون تربة.
ويهدف أيضاً إلى «تقديم دورات وورش تدريبية متخصصة بالزراعات المتطورة وبدون تربة وغيرها لنقل الخبرة المتقدمة إلى الكوادر الوطنية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول العربية الأخرى، إضافة إلى تقديم الخبرات والاستشارات والدراسات التعاقدية في مجال توظيف التقنيات الحديثة في الزراعة وخصوصا الزراعة بدون تربة».
وقام المركز بإجراء العديد من الدراسات منها «دراسة الإنتاجية والاستهلاك المائي لعدد كبير من محاصيل الخضر ونباتات الزينة (زهور) تحت ظروف الزراعة المحمية بدون تربة، مقارنة مع تلك تحت ظروف الزراعة المحمية التقليدية، ودراسة الإنتاجية لوحدة المساحة والاستهلاك المائي لعدد من محاصيل الخضر ونباتات الزينة باستخدام الزراعة العامودية وبدون تربة».
كما قام بإجراء دراسة حول «تأثير أوساط الزراعة بدون تربة على إنتاجية بعض محاصيل الخضر، ودراسة تأثير كثافة الزراعة على الإنتاجية ونوعية المنتج لبعض محاصيل الخضر، إضافة إلى إنتاجية بعض محاصيل الخضر باستخدام المياه المالحة تحت ظروف الزراعة بدون تربة، وتقييم الإنتاجية وكفاءة استخدام المياه في إنتاج العلف الأخضر باستخدام الزراعة المائية»


http://www.agu.edu.bh/archive/journals.aspx

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق