السبت، 18 أكتوبر 2014

معرفة النجوم


ليس من السهل على أي إنسان أن يجيد معرفة دخول فصول السنة بالدقة المطلوبة ومعرفة دخول الشهور الهجرية والتنبؤ بمواسم هطول الأمطار وهبوب الرياح إلاّ إذا كان له خبرة ودراية بمواقع النجوم وتواريخ ظهورها واختفائها، وكذلك معرفة منازل القمر وطريقة احتساب أيام الفصول والأنواء، وقلّة من الناس تجيد ذلك عن طريقة اكتسابها بالخبرة والدراية ومجالسة المهتمين وكذلك بالقراءة في الكتب التي تُعنى بذلك. ولعل من أبرز من برع في هذا المجال وصار مرجعاً للكثير من المهتمين إلى يومنا هذا هو الفلكي الشاعر "راشد الخلاوي" الذي ترك إرثا كبيراً من العلوم والمعارف لا زال ينهل منها الجميع على رغم وفاته من مئات السنين، وقد ساعد في حفظ ارثه العلمي توثيقه بالقصائد التي ذكرها وبدأها غالباً بمقولته المشهورة (يقول الخلاوي والخلاوي راشد) التي أزاحت عنها فرصة السرقة أو الضياع، ومن أشهر قصائده في علوم الفلك قوله:
قال الخلاوي والخلاوي راشد
عمر الفتى عقب الشباب يشيب
حسبت انا الأيام بالعد كلها
ولا كل من عد الحساب يصيب
حساب الفلك بنجم الثريا مركب
يحرص له الفلاح والطبيب
فيلا صرت بحساب الثريا جاهل
ترى لها بين النجوم رقيب
الى غابت الثريا تبين رقيبها
ويلا اطلعت ترى الرقيب يغيب
ولا قارن القمر الثريا بحادي
بعد احد عشر عقب القران تغيب
وسبع وسبع عد له بعد غيبته
هذيك هي الكنه تكون مصيب
ومن بعدها تطلع وبها القيظ يبتدي
وتاتي بروق ولا يسيل شعيب
ويلا مضى خمس وعشرين ليله
ثقل القنا من فوق كل عسيب
وتطلع لك الجوزا وهي حنة الجمل
وتاتي هبايب والسموم لهيب
والى مضى خمس وعشرين ليله
يطلع لك المرزم كقلب الذيب
والى مضى خمس وعشرين ليله
يطلع سهيل مكذب الحسيب
والى مضى خمس وعشرين ليله
تلقا الجوازي طردهن تعيب
تلقا الجوازي ما تناظر مقيله
ليله نهار وتجتلد وتليب
والى مضى خمس وعشرين ليله
لا تامن الما صيبه صبيب
جريدة الرياض 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق