تنسيق الأزهار
الطبيعة مجموعة من المتضادات بلورها الانسان بفن أبدعة عن طريق محاكاته لها , لألوانها, لصمتها, لهدير الماء فيها , لرقتها, و لقسوتها حين تغضب وتثور.ولهذا الفن فلسفة وأسس وطرق تجتمع لتكوَن كيانا جميلا باهر المنظر اويكون قصة رمزية . والعجيب في أمر الجمال انه معنى يحاكي الحس بعيدا عن المادية .وقد حار الفلاسفة في التعبير عن هذا الجمال , فمنهم من عبر عنه بالتناسب ومنهم من رآه في التنسيق والترتيب, ومنهم من رآه في التوافق في اللون او في التكوين.
ولكن الحقيقة الثابتة هي ان الجمال قائم في كل ما خلقه الله من آياته في الحياة, غير ان درجات التذوق متباينة عند الناس كل حسب طبيعته ومعيشته وبيئته .ولعل الجمال وتنوع البيئة قد يسر للإنسان على مر الزمن اعتبار هذه البيئة ميدانا حسيا رئيسيا للجمال يلجأ إليه كلما حز به أمر وأعياه الإرهاق او مالت به ظروف الزمان يلقى بين أحضانها متنفسا لأحاسيسه وبلسما لمتاعبه وهناءة لروحانياته الحالمة فنرى ان الكون لوحة فنية رائعة تكاتفت فيها مقومات الحياة فصنعت باقات نظمتها يد الخالق ســبحانه وتعالى ووضعت لها قوانين وأسس الحياة وزودتها بسحر الجمال وقيل للإنسان هاهي جنتك فأمشي فيها وكل من رزقها فأن لك فيها حياة وزينة.
ولا يفوتنا ان نبين ان تنسيقالزهور كعمل إبداعي وفني هو تعبير عن النفس الإنسانية ترسله في تصوير إنتاجيلتعبر به عن أحاسيس ولترمز به الى آمال او رغبات او تمنيات او على الأقل عن أحلامقد يصعب تحقيقها.غير ان في إبرازها راحة للنفس ومتنفسا حسيا ومبعثا على الرضاوتحقيقا لقناعة روحية.
فقد نرى في آنية يابانية بسيطة وبضع زهور او أعشاب مايخفي في حقيقة الامر أسطورة واسعة المدى لحياة تجاذبتها تصاريف الأزمان حلوها ومرها ,فالزهرية اليابانيةإنما هي في الحقيقة قصة او مقال او أسطورة وليست لوحة بيانية للقطة عابرة منالحياة.
ولقد أدى تكاثر الناس وتشابك مصالحهم وضرورة استمرار المجتمع في وحدة متماسكة غير متعارضة الى ان يتنازل الانسان عن الكثير من حريته حتى تستقيم الحياة في هذا المجتمع فأنطلق الانسان الى المادية المخططة.
ولعل الحقيقة ان تنسيق الزهور قد سلك نفس هذا المسلك . فبعد ان كان للطبيعة وحدها كلمتها الحاسمة في تكوين لوحات الجمال الطبيعي بما تنميه من مختلف النباتات دون ان يتحكم الانسان في أنواعها او اتجاهاتها او تشابهها فأن هذا الفن قد تطور متأثرا ببيئة الانسان فأدخل عليه التهذيب والتشذيب فالتخطيط فالتطوير والرمز متأثرا بذلك بالحياة الاجتماعية للأفراد والجماعات وما اعتراها من حروب وصراع وفترات السلام بل ان التكوين والتنسيق لطبيعة البلاد له الأثر في تكوين الذوق الفني للشعوب ولهذا يكون التنسيق هو تمثيل صادق للعصر ولأخلاقيات وسلوكيات كل شعب.ارتبط فن تنسيق الأزهار بحياة اليابانيين منذ مئات السنين ,ويعتبر هذا الفن عندهم احد عوامل الثقافة الوطنية , وعلى مر السنين تبلوروا فيه ومارسوه في نشاطهم اليومي وأصبح جزءا متمما لحياتهم, وكان لفهمهم هذا اثر واضح في تنسيق الزهور في العالم الحديث.
ولهم في التنسيق فلسفة خاصة تبنى على المشاهدة والتأمل والرمز:
فالمشاهدة في الطبيعة .
والتأمل في الخطوط الثلاث "السماء...و الانسان... والأرض" .
والرمز لإبراز المعاني.فهم يمثلون في ذلك إحدى صور الطبيعة في طور من أطوار الحياة- فقد يضعون في آنية بعض فروع عارية او فروعا تحمل ثمارا دون الأزهار او فروعا جافة وبعض الأعشاب وبينها قليل من الأزهار.مثل هذا التنسيق لن يفهمه إلا من تعمق في دراسة الفن الياباني بالصورة التي وضعها المنسق عند تصميمه. والياباني منذ قديم الزمان يرى الجمال في شكل الزهرة وتكوينها لا في لونها بينما الصيني وهو شرقي مثل الياباني يعشق من النباتات ما كان له أريج عطري قوي فهو مغرم بالورد والأوركيد والبايوني وهو يتفق في ذلك مع الذوق الغربي.
عناصر التنسيق
-1 الموضوع او الهدف:هل المراد من التنسيق تزيين الموائد او الصالونات او لغرض عمل بوكيهات للمناسبات او لإبراز جمال انواع معينة من الأزهار للعرض .-2 الإضاءة:وهو من العوامل التي تعين المنسق على بلوغ غايته في التصميم فهي تحدد اختيار الألوان الملائمة فالألوان الزاهية الفاتحة تليق بالأماكن البعيدة عن الضوء القوي , والأزهار القاتمة الغامقة يظهر جمالها في الضوء الشديد الناصع وبهذا تلعب الإضاءة دورا هاما في اختيار الوان الأزهار المناسبة وتحديد إبعادها عن الإضاءة. ويلاحظ ان التنسيقات النهارية يضيع جمالها إذا وضعت على مائدة العشاء فالبنفسجي الأحمر يتحول الى لون غامق والأصفر الباهت يفقد لونه وجماله اما الأبيض فيحتفظ برونقه وجماله وهذه ميزة خاصة به .
-3 الآنـــية:يتحكم شكل آنية التنسيق وطبيعة تكوينها في مجموعة الأزهار المكونة للتنسيق وذلك بالنسبة لشكلها او حجمها او لونها.
4- طراز التنسيق :لكل نسق طراز خاص به غير ان دقة الإحساس ونقاء الشعور أمرين يوضحان طابعالطراز..فالطراز اما ان يكون هندسيا يتقيد فيه الفنان ببعض الاعتبارات الهندسية معإجراء بعض تحويرات صناعية في أوراق النباتات او بعض أجزائها او يكون طبيعي وفيهتقليد للطبيعة الحالمة الوديعة بما تحويه من سحر وعظمةوجمال..
-5 وجوه العرض:
لكل زهرة وضع معين يبرز اجمل مافيها وعلى المنسق ان يستفيد من هذا الوضع لأنه إذا لم يستغله فقدت المجموعة الزهرية عنصرا هاما من أهم عناصر الجمال فيها.
-6 التحسين والتجميل
ان إضافة أوراق من نباتات غير المستعملة في التنسيق قد تجمل منظرها للونها المبرقش او لشكلها على ان تترك بعض الاوراق على سجيتها وطبيعتها الخلابة او تثني بعضها لإدخال الجمال على المجموعة او لتحديدها.
-7 التناسب والانسجام:
قد لاتتوفر للمنسق حرية الاختيار فيتعين مثلا وضع أزهار معينة في آنية معينة وقد لايتناسب نوع الأزهار مع شكل المزهرية. وهنا يلعب الذوق السليم دوره في التغلب على هذه العقبة ولا يحول دون ذلك قاعدة ثابتة او أسس موضوعة فيوظف المنسق حسه الفني في جعل التناسب موجود والانسجام .
-8 الأدوات المساعدة:وهذه لها دورها عند ادخالها ضمن المجموعة الزهرية في إعطاء التأثير المطلوب للتنسيق .فهناك التماثيل وجذوع الاشجار بحركاتها الطبيعية وقطع الإسفنج والقواقع والاحجار وغيرها.
-9 الجمع والتنويع:
ان الجمع بين نوعين او اكثر من الأزهار في آنية واحدة من التنويع المحبب الى النفس وقد الفته العين في الطبيعة.-10 المزج والتلوين:الفن خليط من الظواهر الطبيعية وذوق الانسان ورقة إحساسه, وألوان الأزهار من أهم اسباب الجمال فضلا عن تكوينها الطبيعي ومزج الألوان ببعضها عند التنسيق فن رائع جميل وهو احد الأمور الرئيسية التي تبحث قبل البدء في العمل.-11التصميم.
الغرض من التصميم هو إبراز الجمال للمواد المستعملة في التنسيق إذ انهالو نسقت على اساس صحيح مع بساطتها لبهرتنا بجمالها عن الأزهار الغالية الجميلةالمنسقة تنسيقا خاطئا . فالأزهار ليست لها الأهمية الأولى في التنسيق وإنما طريقةالعرض هي الأهم
الطبيعة مجموعة من المتضادات بلورها الانسان بفن أبدعة عن طريق محاكاته لها , لألوانها, لصمتها, لهدير الماء فيها , لرقتها, و لقسوتها حين تغضب وتثور.ولهذا الفن فلسفة وأسس وطرق تجتمع لتكوَن كيانا جميلا باهر المنظر اويكون قصة رمزية . والعجيب في أمر الجمال انه معنى يحاكي الحس بعيدا عن المادية .وقد حار الفلاسفة في التعبير عن هذا الجمال , فمنهم من عبر عنه بالتناسب ومنهم من رآه في التنسيق والترتيب, ومنهم من رآه في التوافق في اللون او في التكوين.
ولكن الحقيقة الثابتة هي ان الجمال قائم في كل ما خلقه الله من آياته في الحياة, غير ان درجات التذوق متباينة عند الناس كل حسب طبيعته ومعيشته وبيئته .ولعل الجمال وتنوع البيئة قد يسر للإنسان على مر الزمن اعتبار هذه البيئة ميدانا حسيا رئيسيا للجمال يلجأ إليه كلما حز به أمر وأعياه الإرهاق او مالت به ظروف الزمان يلقى بين أحضانها متنفسا لأحاسيسه وبلسما لمتاعبه وهناءة لروحانياته الحالمة فنرى ان الكون لوحة فنية رائعة تكاتفت فيها مقومات الحياة فصنعت باقات نظمتها يد الخالق ســبحانه وتعالى ووضعت لها قوانين وأسس الحياة وزودتها بسحر الجمال وقيل للإنسان هاهي جنتك فأمشي فيها وكل من رزقها فأن لك فيها حياة وزينة.
ولا يفوتنا ان نبين ان تنسيقالزهور كعمل إبداعي وفني هو تعبير عن النفس الإنسانية ترسله في تصوير إنتاجيلتعبر به عن أحاسيس ولترمز به الى آمال او رغبات او تمنيات او على الأقل عن أحلامقد يصعب تحقيقها.غير ان في إبرازها راحة للنفس ومتنفسا حسيا ومبعثا على الرضاوتحقيقا لقناعة روحية.
فقد نرى في آنية يابانية بسيطة وبضع زهور او أعشاب مايخفي في حقيقة الامر أسطورة واسعة المدى لحياة تجاذبتها تصاريف الأزمان حلوها ومرها ,فالزهرية اليابانيةإنما هي في الحقيقة قصة او مقال او أسطورة وليست لوحة بيانية للقطة عابرة منالحياة.
ولقد أدى تكاثر الناس وتشابك مصالحهم وضرورة استمرار المجتمع في وحدة متماسكة غير متعارضة الى ان يتنازل الانسان عن الكثير من حريته حتى تستقيم الحياة في هذا المجتمع فأنطلق الانسان الى المادية المخططة.
ولعل الحقيقة ان تنسيق الزهور قد سلك نفس هذا المسلك . فبعد ان كان للطبيعة وحدها كلمتها الحاسمة في تكوين لوحات الجمال الطبيعي بما تنميه من مختلف النباتات دون ان يتحكم الانسان في أنواعها او اتجاهاتها او تشابهها فأن هذا الفن قد تطور متأثرا ببيئة الانسان فأدخل عليه التهذيب والتشذيب فالتخطيط فالتطوير والرمز متأثرا بذلك بالحياة الاجتماعية للأفراد والجماعات وما اعتراها من حروب وصراع وفترات السلام بل ان التكوين والتنسيق لطبيعة البلاد له الأثر في تكوين الذوق الفني للشعوب ولهذا يكون التنسيق هو تمثيل صادق للعصر ولأخلاقيات وسلوكيات كل شعب.ارتبط فن تنسيق الأزهار بحياة اليابانيين منذ مئات السنين ,ويعتبر هذا الفن عندهم احد عوامل الثقافة الوطنية , وعلى مر السنين تبلوروا فيه ومارسوه في نشاطهم اليومي وأصبح جزءا متمما لحياتهم, وكان لفهمهم هذا اثر واضح في تنسيق الزهور في العالم الحديث.
ولهم في التنسيق فلسفة خاصة تبنى على المشاهدة والتأمل والرمز:
فالمشاهدة في الطبيعة .
والتأمل في الخطوط الثلاث "السماء...و الانسان... والأرض" .
والرمز لإبراز المعاني.فهم يمثلون في ذلك إحدى صور الطبيعة في طور من أطوار الحياة- فقد يضعون في آنية بعض فروع عارية او فروعا تحمل ثمارا دون الأزهار او فروعا جافة وبعض الأعشاب وبينها قليل من الأزهار.مثل هذا التنسيق لن يفهمه إلا من تعمق في دراسة الفن الياباني بالصورة التي وضعها المنسق عند تصميمه. والياباني منذ قديم الزمان يرى الجمال في شكل الزهرة وتكوينها لا في لونها بينما الصيني وهو شرقي مثل الياباني يعشق من النباتات ما كان له أريج عطري قوي فهو مغرم بالورد والأوركيد والبايوني وهو يتفق في ذلك مع الذوق الغربي.
عناصر التنسيق
-1 الموضوع او الهدف:هل المراد من التنسيق تزيين الموائد او الصالونات او لغرض عمل بوكيهات للمناسبات او لإبراز جمال انواع معينة من الأزهار للعرض .-2 الإضاءة:وهو من العوامل التي تعين المنسق على بلوغ غايته في التصميم فهي تحدد اختيار الألوان الملائمة فالألوان الزاهية الفاتحة تليق بالأماكن البعيدة عن الضوء القوي , والأزهار القاتمة الغامقة يظهر جمالها في الضوء الشديد الناصع وبهذا تلعب الإضاءة دورا هاما في اختيار الوان الأزهار المناسبة وتحديد إبعادها عن الإضاءة. ويلاحظ ان التنسيقات النهارية يضيع جمالها إذا وضعت على مائدة العشاء فالبنفسجي الأحمر يتحول الى لون غامق والأصفر الباهت يفقد لونه وجماله اما الأبيض فيحتفظ برونقه وجماله وهذه ميزة خاصة به .
-3 الآنـــية:يتحكم شكل آنية التنسيق وطبيعة تكوينها في مجموعة الأزهار المكونة للتنسيق وذلك بالنسبة لشكلها او حجمها او لونها.
4- طراز التنسيق :لكل نسق طراز خاص به غير ان دقة الإحساس ونقاء الشعور أمرين يوضحان طابعالطراز..فالطراز اما ان يكون هندسيا يتقيد فيه الفنان ببعض الاعتبارات الهندسية معإجراء بعض تحويرات صناعية في أوراق النباتات او بعض أجزائها او يكون طبيعي وفيهتقليد للطبيعة الحالمة الوديعة بما تحويه من سحر وعظمةوجمال..
-5 وجوه العرض:
لكل زهرة وضع معين يبرز اجمل مافيها وعلى المنسق ان يستفيد من هذا الوضع لأنه إذا لم يستغله فقدت المجموعة الزهرية عنصرا هاما من أهم عناصر الجمال فيها.
-6 التحسين والتجميل
ان إضافة أوراق من نباتات غير المستعملة في التنسيق قد تجمل منظرها للونها المبرقش او لشكلها على ان تترك بعض الاوراق على سجيتها وطبيعتها الخلابة او تثني بعضها لإدخال الجمال على المجموعة او لتحديدها.
-7 التناسب والانسجام:
قد لاتتوفر للمنسق حرية الاختيار فيتعين مثلا وضع أزهار معينة في آنية معينة وقد لايتناسب نوع الأزهار مع شكل المزهرية. وهنا يلعب الذوق السليم دوره في التغلب على هذه العقبة ولا يحول دون ذلك قاعدة ثابتة او أسس موضوعة فيوظف المنسق حسه الفني في جعل التناسب موجود والانسجام .
-8 الأدوات المساعدة:وهذه لها دورها عند ادخالها ضمن المجموعة الزهرية في إعطاء التأثير المطلوب للتنسيق .فهناك التماثيل وجذوع الاشجار بحركاتها الطبيعية وقطع الإسفنج والقواقع والاحجار وغيرها.
-9 الجمع والتنويع:
ان الجمع بين نوعين او اكثر من الأزهار في آنية واحدة من التنويع المحبب الى النفس وقد الفته العين في الطبيعة.-10 المزج والتلوين:الفن خليط من الظواهر الطبيعية وذوق الانسان ورقة إحساسه, وألوان الأزهار من أهم اسباب الجمال فضلا عن تكوينها الطبيعي ومزج الألوان ببعضها عند التنسيق فن رائع جميل وهو احد الأمور الرئيسية التي تبحث قبل البدء في العمل.-11التصميم.
الغرض من التصميم هو إبراز الجمال للمواد المستعملة في التنسيق إذ انهالو نسقت على اساس صحيح مع بساطتها لبهرتنا بجمالها عن الأزهار الغالية الجميلةالمنسقة تنسيقا خاطئا . فالأزهار ليست لها الأهمية الأولى في التنسيق وإنما طريقةالعرض هي الأهم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق