لأول مرة على مستوى السلطنة –
خرجت تجربة جامعة السلطان قابوس في مجال زراعة سمك البرامودني بنتائج أولية مبشرة إذ وصل حجم سمكة البراموندي الواحدة 700 جم تقريبًا بعد أن كان حجمها في البداية 6 جم، وذلك في مدة ثمانية أشهر من الاستزراع. وقد بدأ هذه التجربة قسم العلوم البحرية والسمكية بكلية العلوم الزراعية والبحرية في نهاية العام الماضي وهذا النوع من الأسماك جديد ولم يسبق استزراعه في مياه السلطنة، وهو من أكثر الأسماك تفضيلا على مستوى العالم وذلك لطعمه اللذيذ جدًا، وتميز لحمه بقلة العظام. ولعل هذا أحد الأسباب للتفكير في استزراع البراموندي بالإضافة إلى ما يتميز به هذا النوع من قدرة على العيش في درجات ملوحة مختلفة بحيث يستطيع العيش في ماء البحر والماء العذب. وهو سريع النمو أيضاً ويمكن أن يصل للحجم التجاري في مدة ستة أشهر بعد مرحلة فقس البيض. وقد قام قسم العلوم البحرية والسمكية بعمل دراسات متعددة من أجل دراسة إمكانية استزراع البراموندي في بيئة مثل السلطنة، ولعل قدرة البراموندي على العيش في درجات حرارة تتراوح بين 20 – 30 درجة مئوية شجع على تجريب هذا النوع في السلطنة. وكانت جميع هذه الدراسات تحت إشراف الدكتور جلها يون الأستاذ المساعد بالقسم والذي قام بتقسيم الطلاب والإشراف عليهم لتنفيذ مجموعة من التجارب التالية وهي استزراع البراموندي في درجات ملوحة مختلفة (ماء بحر – ماء بين العذب والمالح – ماء عذب)، وتهدف هذه التجربة إلى معرفة درجة الملوحة المناسبة للحصول على أفضل نمو وبالتالي الخروج بتوصية لممارسة تربية هذه الأسماك بين أصحاب المزارع. بالإضافة إلى دراسة أفضل كثافة ممكنه للبراموندي في أحواض الاستزراع، كما تهدف الدراسة إلى تقليل تكلفة الأحواض مع ضمان النمو الجيد للأسماك. وأيضا دراسة الأمراض التي من الممكن أن تصيب أسماك البراموندي، وإيجاد حلول لتفاديها. إلى جانب استخدام عدة أنظمة لاستزراع البراموندي، منها نظام تدوير المياه في أحواض الاستزراع، نظام الأحواض الكبيرة مع تغيير دوري للمياه في أحواض الاستزراع. مع استخدام أنواع مختلفة من الأعلاف كطعام لأسماك البراموندي، كذلك تهدف الدراسة لمعرفة أفضل نوع من الأعلاف والذي يجعل الأسماك عالية الجودة عند الحصاد. الجدير بالذكر أن هذه الدراسة نالت شرف التمويل من مجلس البحث العلمي الذي يقوم بتمويل المشاريع الطلابية بعد تقديم مقترح مفصل عن الدراسة والأهداف التي ستتحقق منها وقد قيمت من قبل لجنة بجامعة السلطان قابوس أولا والتي حصلت على المركز الثاني على مستوى الجامعة، قبل الحصول على الموافقة النهاية من اللجنة الرئيسية بمجلس البحث العلمي التي وافقت تمويل الدراسة وتمويل دراسة أخرى تهدف إلى استغلال المياه المستخدمة في الاستزراع لرأي النباتات. يعد الاستزراع السمكي أحد الحلول لنقص وفرة الأسماك في الأسواق واستداماتها، وهو واحد من أسرع القطاعات تطورًا في العالم، وقد ساهم في رفع الدخل القومي لكثير من دول العالم لما فيه من إمكانيات للاستثمار الاقتصادي. ولا تزال السلطنة في المراحل الأولى في الاستزراع السمكي إذ أن التركيز في الوقت الحالي قائم على البحوث المتعلقة بالاستزراع لضمان جودة واستدامة هذا القطاع في السلطنة. ويقوم بهذه البحوث كل من وزارة الزراعة والثروة السمكية من خلال مراكز الوزارة البحثية بالإضافة إلى الدور الكبير الذي تقوم به جامعة السلطان قابوس ممثلة بقسم العلوم البحرية والسمكية، إذ إن القسم قام بالكثير من البحوث المتعلقة بالاستزراع السمكي ونفذ تجارب على أنواع متنوعة من الأحياء البحرية لمعرفة إمكانية استزراعها في المياه العمانية، وتم تنفيذ هذه التجارب في محطة التجارب البحرية والسمكية بالحيل التابع للجامعة ومحطة التجارب الزراعية بالجامعة، وكانت النتائج مبهرة في الكثير من هذه البحوث من بين هذه البحوث بحث يختص بإمكانية الاستزراع في درجات ملوحة مختلفة، ومدى قدرة الأسماك على تحمل هذا التغير في درجات الملوحة، وبحث آخر يدرس أفضل كثافة ممكنة للأسماك في أحواض الاستزراع لضمان نمو سليم للأسماك ولتقليل التكلفة المالية من جهة إذ تقل الحاجة لاستخدام أحواض أكثر, وتتركز أغلب التجارب في الوصول إلى أفضل الطرق للحصول على منتج سمكي ذي جودة عالية بالدرجة الأولى وبتكلفة استثمارية قليلة. عمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق