الخميس، 30 أكتوبر 2014

عشاق الصحراء يقصدون الربع الخالي لاستكشاف سحر الطبيعة


تاريخ النشر: الجمعة 24 أكتوبر 2014
نسرين درزي (أبوظبي)
يتحينون موعد الشروق، يطفئون المنبه، ويهمون بتجهيز عدة المشي والتصوير وكل مظاهر الحماس، خطوات نشاط واندفاع لا تتحقق إلا لعشاق الصحراء. سياح يلفح وجوههم نسيم الصباح وتلازم خطواتهم خيوط الشمس في ترقب لمشاهد من رحم الربع الخالي. وهناك وسط بحر الرمال الذهبية في المنطقة الغربية لأبوظبي تطل من وراء الكثبان لوحات يبدعها الخالق وتفاصيل يجتاز لأجلها الباحثون عن سحر الطبيعة، مسافات ومسافات.
«الاتحاد» خاضت تجربة عشق الصحراء، وعبرت بوابة «الربع الخالي» باتجاه تموجات التلال وملامستها لأوسع سماء تعرض ألبوماً من مفاجآت ومغامرات. وهناك كان اللقاء بضيوف ونزلاء الفضاءات الرملية ممن يختارون قضاء أيام، أو حتى ساعات في مكان لا يشبه سواه، تغمره ألوان التفاؤل مع أولى إشراقات النهار وتتنوع فيه فرص التحدي والاستكشاف.

محطات وشغف
الانطلاقة من العاصمة باتجاه المنطقة الغربية تستغرق نحو ساعتين، وبعدها يطول الوقت أو يقصر بحسب الوجهة التي يختارها الزائر. فمن كانت غايته تأمل التلال الصحراوية والعبث بحبيباتها وتسلقها، فإن الطبيعة هناك على سخاء صفحاتها لا تبخل على الجميع بكرم الترفيه والاستمتاع. ومن كان طموحه أبعد من ذلك كأن يختبر معنى الإقامة في البر وسط أنشطة تتطلب الاستيقاظ باكرا، والمشي لمسافات طويلة وركوب الجمال، والخيول، والسير على خطى المها العربية، فإن المنشآت السياحية هي وجهته الثانية.
وهكذا فعلنا عندما دفعنا الحماس للتعرف إلى مفردات الصحراء ومنها الصيد بالصقور كجزء أساسي من الحياة الصحراوية والتراث الثقافي للبلاد. والذي تحدث عنه نصير محمد أحمد خبير الصقور في منتجع قصر السراب مفتخرا بإظهار مهاراته أمام الضيوف وهو يصطحبهم في رحلة تاريخية لرياضة ذكية بدأت قبل آلاف السنين.
وأحلى ذكريات نصير، عندما قرر صاحب المزرعة أن يكرمه على اندفاعه واهتمامه بالطيور بمنحه فرصة التدريب اللازم ليصبح خبيرا ومحترفا في رياضة الصيد بالصقور. والمعلومة التي لفتت الفريق السياحي أثناء انتظاره لأكثر من 3 ساعات في ترقب حركة الصقور، أنها بطبيعتها طيور برية سريعة وعدوانية. وأن الوصول إلى التوازن الصحيح يتطلب المزيد من الصبر والجهد والوقت. ويعيد السائح فرنسوا لاكروا كلاما حفظه في هذا الخصوص وأعجبه إلى حد التجربة، بأن الصقر إذا ما أفرج عنه وتم دفعه للطيران وهو ليس جائعاً، فالاحتمال الأكبر بأنه قد لا يعود. في حين تحدث السائح عدنان الخولي عن إعجابه بقدرة الصقور على الطيران بسرعة تصل حتى 320 كيلومترا في الساعة، الأمر الذي اعتبره يستحق الاستيقاظ باكرا لتلمس التجربة.
«يوجا» في العراء
عناوين أخرى لأنشطة ممزوجة بعشق الصحراء، هي خيارات لابد من استكشافها. وسبحة البرامج تطول من منتجع صحراوي لآخر حيث إمكانية الانطلاق في مغامرات عربية أصيلة وسط الكثبان الرملية الشاهقة في الربع الخالي بصحراء ليوا، وعلى رأس اللائحة الاطلاع على الحيوانات والنباتات المحلية في سفاري الصحراء. وتعلم الرماية وركوب الجمال والأساليب التي اعتمدها البدو قديما في تربية كلاب السلوقي. وكلها تقدم من خلال عروض حية غالبيتها تبدأ مع ساعات الفجر الأولى، وبعضها تعتمد موعد الغروب لاستكمال الجمال الطبيعي عبر جولات الدراجة الهوائية أو السير على الأقدام، حيث متعة التسابق مع الأصدقاء وأفراد العائلة. وهذا ما أدهش عائلة نوال خليل المقيمة في مدينة العين، والتي تزور المنطقة الغربية للمرة الأولى، ففي حين كان زوجها يتعرف إلى خاصية ركوب الخيول العربية برفقة ابنهما الذي يبلغ من العمر 12 عاما، كانت تمارس مع ابنتها الاسترخاء التام في جلسة اليوجا المفتوحة على سعة الصحراء مع شروق الشمس. وعدا عن الكثبان الرملية الشاهقة في ليوا، والتي تعتبر البوابة الرئيسية لصحراء الربع الخالي. تنعم المنطقة الغربية بالمقاصد السياحية الجاذبة ومنها، قرية الصيد في المرفأ والواحات والقلاع التاريخية وشواطئ الرمال البيضاء، وفوقها تجربة الجولات الجديدة في جزيرة صير بني ياس، وتتضمن الإبحار على متن سفن داو التقليدية والانطلاق في مغامرة لصيد اللؤلؤ، والتي تستلهم الإرث الحضاري العريق للبلاد.
استكشاف الصحراء
يذكر نصير محمد أحمد خبير الصقور في «قصر السراب»، أن أجمل ما في رحلات استكشاف الصحراء، التعرف إلى تدريب الصقور الأشبه بالمغامرة. ويقول إنه خلال المراحل الأولى من تدريبه اضطر لأن يمشي لعدة كيلومترات في الكثبان الرملية للعثور على الصقور، التي أفرج عنها مع محاولة إقناعها بالعودة، وكان عليه في الكثير من الأحيان تقبل الواقع بأنها لن تعود. جريدة الاتحاد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق