الأربعاء، 30 أكتوبر 2013

متخصص زراعي يشخّص أسباب الطلوع المتأخرة في النخيل بمنطقة القصيم

أرجعه للظروف المناخية المتقلبة

متخصص زراعي يشخّص أسباب الطلوع المتأخرة في النخيل بمنطقة القصيم


الأستاذ الدكتور عبدالرحمن الحميد
    شخص الأستاذ الدكتور عبدالرحمن الحميد اسباب ظاهرة الطلوع المتأخرة في النخيل هذه الايام (تزهير النخلة مرة اخرى ومحصول الموسم مازال على النخلة لم ينضج بعد) والتي ظهرت على كثير من مزارع النخيل بالقصيم هذا العام، مشيراً إلى أن البعض يرجعها للتباين في درجات الحرارة والبعض الآخر الى طول وشدة الاضاءة وآخرون الى زيادة العناية بالنخلة من ري وتسميد وخلافه. ولكي يتم تحديد السبب بشكل علمي وسليم لابد لنا من الاجابة عن كثير من هذه الاسئلة كلاً على حدة كما يلي:
اولاً: هل لطول الإضاءة او شدتها تأثير على عملية التزهير بالنخيل؟
للاجابة عن هذا السؤال فإن النباتيين يقسمون النباتات بشكل عام حسب استجابة عملية التزهير للإضاءة الى ثلاثة اقسام هي:
نباتات النهار الطويل. نباتات النهار القصير.النباتات المحايدة؛ وهي النباتات التي لا تتأثر لا بطول الاضاءة ولا بشدتها. ويصنف النخيل علميا بأنه من النباتات المحايدة. لذا فإنه من المستبعد ان يكون للإضاءة تأثير على ظاهرة الطلوع المتأخرة بالنخيل.
ثانياً: هل لدرجة الحرارة تأثير على عملية التزهير بالنخيل؟
الاجابة عن هذا السؤال طويلة ومتشعبة ولكن يمكن القول باختصار ان النخلة لها برعم طرفي (قمي) واحد وهو قلب النخلة او مايسمى بالجماره وهو ضابط إيقاع نمو النخلة (السيادة القمية) بحيث لو تلف او مات لأي سبب ماتت النخلة، وهناك بنفس الوقت براعم جانبية جديدة تخرج باستمرار في قمة النخلة مع نمو النخلة، هذه البراعم الجانبية اما ان تتحول الى براعم ورقية (سعفة) او براعم زهرية (عذق) حسب نسبة هرمونات السايتوكينين الى الجبرالين وكذلك نسبة الكربون الى النتروجين (C:N Ratio) في تلك البراعم. فإذا زادت نسبة السايتوكينين على الجبرالين تحول البرعم الى برعم زهري (عذق) اما اذا زادت نسبة الجبرالين على السايتوكينين تحول البرعم الى برعم ورقي (سعفة). بطبيعة الحال الجبرالين يصنع في قمة النخلة (القمة النامية) اما السايتوكينينات فتصنع في الجذور. كما هو معروف فإن تصنيع السايتوكينين وانتقاله من الجذور الى البراعم الجانبية في قمة النبات يتأثر بدرجة أساسية بدرجة حرارة الجذور. السايتوكينينات عادة تبدأ في التحرك من جذور النخلة الى البراعم الجانبية العلوية في اوائل شهر يناير وتستغرق العملية من ست الى ثمانية أسابيع لكي تتحول الى براعم زهرية وتبدأ بالظهور.
إذن باختصار عملية التزهير بالنخيل تحتاج الى:
- تعرض النخلة لمجموع ساعات برودة تراكمية محددة (chilling requirement) وفيها يتم التشكل الفسيولوجي للبراعم الزهرية وهذه تتم في الشتاء.
- يجب تغلب نسبة تراكم هرمونات السايتوكينينات على نسبة هرمون الجبرالين في البراعم الجانبية العلوية لكي تظهرالبراعم الزهرية.
- يجب تفوق نسبة الكربون على النتروجين (C:N Ratio) في تلك البراعم وهذا يتم عن طريق تراكم الكربوهيدرات بشكل اكبر بالنخلة المخدومة.
بناءً على ما تقدم فإنه يمكن القول ان ظاهرة "الطلوع المتأخرة" والتي ظهرت على النخيل هذا العام اعتقد انه بسبب التغير المناخي الذي حدث هذا العام حيث هطلت أمطار على مدى حوالي أسبوعين مصحوبة بانخفاض درجة الحرارة بتلك الفترة مما أدى الى انخفاض درجة حرارة الجذور للنخلة والذي أدى بدوره الى زيادة تصنيع هرمونات السايتوكينينات بالجذور ومن ثم انتقالها الى البراعم الجانبية العلوية الناضجة فسيولوجيا في موسم الشتاء مما أدى الى تحولها الى براعم زهرية ومن ثم ظهورها. كذلك فإنه يلاحظ ان هذه الظاهرة تظهر بشكل اكبر في النخيل المخدوم اكثر وخاصة النخيل المروي لان ذلك يزيد من تصنيع وتراكم الكربوهيدرات بالنخلة والتي بدورها تزيد من نسبة الكربون الى النتروجين (C:N Ratio) بتلك البراعم مما يدفعها للتزهير في ظل وجود هرمونات السايتوكينينات بنسبة اعلى من هرمون الجبرالين.

ظواهر مناخية تأثرت بها النخيل
جريدة الرياض

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق