يشعر الكثير من أصحاب الحيوانات الأليفة بشيء من الراحة عندما تحس حيواناتهم بهم وتحاول مواساتهم عندما تشاهدهم يبكون.
وتشير دراسة جديدة إلى أن الكلاب تتجاوب بشكل خاص مع الدموع. ولكن هل يظهر بوضوح تعاطف الحيوانات الأليفة مع ألم الإنسان؟
في دراسة تم نشرها في مجلة "Animal Cognition" أو"معرفة الحيوان" وجد الباحثون في جامعة لندن أن الكلاب تقترب أكثر من الشخص إذا كان يبكي أكثر من اقترابها ممن كان يهمهم أو يتحدث وأنها تستجيب عادة للبكاء بسلوك انقيادي.
وقال الباحثون إن النتائج هي أننا نتوقع فهم الكلاب للألم الذي نحس به ولكن تعاطفها معنا ليس دليلاً على فهمها لذلك.
وصرحت الباحثة وعالمة النفس "ديبورا كوستانس" : "تم تصميم أصوات الهمهمة لتكون غير مألوفة نسبياً وذلك لإثارة فضول الكلاب, وتُظهر حقيقة أن الكلاب استطاعت التفريق بين البكاء والهمهمة يعني بأن تجاوبها مع ذلك لم يكن بسبب الفضول فقط. وإلى حدٍ ما, كان التفاعل العاطفي مع البكاء من الكلاب أكثر من تعاطفها مع الهمهمة أو الكلام".
العديد من أصحاب الكلاب لديهم قصص عن مواساة حيواناتهم الاليفة لهم في بعض الأوقات الصعبة التي مرت بهم.
وتُظهر الدراسات أن الكلاب لديها خبرة في التواصل مع الإنسان, ولكن العلماء لم يتمكنوا من الإثبات بشكل قاطع أن الكلاب تشعر بالتعاطف أو التفهم الحقيقي للألم والمعاناة. وفي إحدى الدراسات التي تمت في عام 2006، طلب الباحثون من أصحاب الكلاب أن يتظاهروا بإصابتهم بأزمة قلبية أو السقوط على الأرض وكانت النتيجة أن الكلاب الاليفة فشلت في طلب المساعدة لهم.
ولكن موضوع طلب المساعدة هو أمر معقد نوعاً ما, ولكن "كوستانس" وزميلتها "جينيفر ماير" يريدون جعله أبسط. فقد قامتا باختبار على مجموعة من 18 كلباً أليفاً من أنواع وأجناس مختلفة وطلبت من أصحابها البكاء لمعرفة ردة فعل الكلاب العاطفية على ذلك.
وكان تنفيذ هذه التجربة يتم في غرفة المعيشة في بيوت أصحاب هذه الكلاب, وتبدأ بوصول "ماير" وتجاهلها لوجود الكلب ليحرك ذلك الفضول فيها وتهتم بوجودها ثم تقوم "ماير" مع صاحب الكلب بالتحدث والهمهمة والتظاهر بالبكاء.
وكانت النتيجة أن قام 15 كلبا من المجموعة البالغ عددها 18 بالاقتراب من أصحابها أو بالاقتراب من "ماير" أثناء تظاهرهم بالبكاء بينما اقترب 6 فقط أثناء الهمهمة. وهذا يبين أن المحتوى العاطفي للأمر وليس الفضول هو ما دفع هذه الكلاب للاقتراب. كذلك, كانت الكلاب تقترب من الشخص الذي يبكي ولا تفعل ذلك مع الشخص الساكت وهذا أمر مخالف للمتوقع وهو أن الكلب كان يحاول تقديم المواساة بدلاً من البحث عنها.
وتقول "ماير" : ( كانت الكلاب تقترب من الشخص الذي كان يبكي بغض النظر عن من يكون, فهي تتجاوب مع الحالة العاطفية للشخص وليس لاحتياجاتها هي, وهذا تصرف فيه تبادل عاطفي وتقديم للمواساة ).
وكتب الباحثون : "ومن المجموعة الثانية والبالغ عددها 15 كلباً والتي تقدمت من الشخص الباكي سواءً كان مالكها أو شخصاً غريباً كان 13 كلباً منها قد فعلت ذلك مع اقترانه بلغة الجسد مثل هز الذيل وخفض الرأس وأي سلوك آخر يتسق مع إظهار التعاطف. و مع ذلك, فالباحثون لا يمكن أن يجزموا فعلاً بما كانت تفكر فيه الكلاب. فمن المحتمل بأن الكلاب قد تعلمت الاقتراب من الشخص الباكي لأن أصحابها يبادلونها المودة عندما تفعل ذلك".
وتقول الباحثتان "ماير" و"كوستانس" : "لقد قدمنا في هذه الدراسة الحالية الدليل والإثبات عن التفاعل العاطفي في الكلاب". ولكن مع ذلك، فإن هذه الدراسة تفتح المجال للمزيد من الأبحاث عن حياة الكلاب العاطفية، وما إذا كانت السُلالات المختلفة من الكلاب يختلف نوع تفاعلها العاطفي مع أصحابها وتستطيع التفريق بين المشاعر من فرح أو حزن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق