الأحد، 8 يوليو 2012

درجات الحرارة الخانقة نذير بارتفاع أسعار الغذاء





الصيف الحار الذي يضرب الولايات المتحدة، أكبر دولة مصدرة للذرة، وفول الصويا، والقمح، يمكن أن تكون له آثار بعيدة المدى على الأسواق العالمية، حيث لا تزال ذكريات أزمة الغذاء في 2007/2008 حية.
الصيف الحار الذي يضرب الولايات المتحدة، أكبر دولة مصدرة للذرة، وفول الصويا، والقمح، يمكن أن تكون له آثار بعيدة المدى على الأسواق العالمية، حيث لا تزال ذكريات أزمة الغذاء في 2007/2008 حية.
جريجوري ماير من نيويورك
قليلون من المزارعين في منطقة حزام الذرة هم من شهدوا أي شيء يشبه ما يحدث الآن. فقبل أسابيع فقط كانوا يتطلعون إلى جني محصول قياسي، إلا أن ذلك يتحول بسرعة هذه الأيام إلى سراب.
فالصيف الحار الذي يضرب الولايات المتحدة، أكبر دولة مصدرة لمحصول الذرة، وفول الصويا، والقمح، يمكن أن تكون له آثار بعيدة المدى على الأسواق الزراعية العالمية، حيث لا تزال ذكريات أزمة الغذاء في 2007/2008 حية، في وقت تتقلب فيه الأسعار على خلفية موجة من الجفاف في أمريكا الجنوبية.
ومنذ منتصف حزيران (يونيو)، قفزت العقود الآجلة لمحصول الذرة - والتي سيتم على أساسها إجراء المبيعات الأولى من محصول هذا العام - بنسبة 30 في المائة. وعاد محصول فول الصويا المستخدم في علف الحيوانات إلى أعلى مستوياته منذ أزمة الغذاء الأخيرة. تبع محصول القمح أسعار المحاصيل الأخرى.
وأجبرت درجات الحرارة التي تبلغ 40 درجة مئوية تقريبا في الولايات الرئيسة التي تزرع الذرة، مثل إلينوي وإنديانا، المحللين على التخلي عن توقعاتهم المتفائلة في بداية الموسم. وفي وقت ليس ببعيد، يعود إلى 14 حزيران (يونيو) الماضي، وصفت وزارة الزراعة في نشرة شهرية حول التوقعات، محصول الذرة بأنه ''واعد لأن الأحوال تبقى جيدة''.
ورفع بنك جولدمان ساكس الاستثماري هذا الأسبوع توقعاته للأسعار وأعلن مورجان ستانلي ''عودته عن حالة الاطمئنان'' في الأسواق الزراعية.
وأظهر الحر الشديد في منطقة حزام الذرة كيف أن مثل هذه الأحداث يمكن أن تغير بسرعة اتجاه أسواق المواد الخام المتداولة عالميا. ومع تباطؤ الاقتصادين الأمريكي والصيني، كان قطاع السلع الزراعية هو الوحيد الذي ارتفع في النصف الأول من عام 2012، وفقا لستاندر آند بورز. وكانت مكاسب الأسعار ترجع بدرجة كبيرة إلى الجفاف في أمريكا الجنوبية ـ والآن الولايات المتحدة.
ويعد مايك نيكولز، المزارع في جنوب إنديانا، واحدا ممن أحسوا بتأثير الحرارة. فقد استغل الربيع الدافئ على نحو غير معتاد ليزرع بسرعة، معتبرا ذلك وسيلة للسماح لسيقان الذرة الرخوة بأن تكون أكثر تماسكا قبل أن تصل درجة الحرارة إلى مستوياتها القصوى في أواخر تموز (يوليو) وآب (أغسطس). وتفيد البيانات الحكومية بأنه تم زراعة 96 في المائة من محصول الذرة في الولايات المتحدة قبل 20 أيار (مايو)، أي بما يزيد على 15 نقطة مئوية عن المتوسط في مثل هذا التاريخ.
وقال المزارع البالغ من العمر 55 عاما: ''لقد فعلتها مبكرا قبل أي أحد في جيلي، أو جيل والدي، وربما جيل جدي''.
ومع حلول حرارة حزيران (يونيو) الخانقة، كانت 650 فدانا من الذرة التابعة لنيكولز في مرحلة التلقيح الهشة، وهي مرحلة تكون فيها المحاصيل النهائية أكثر عرضة لسوء الأحوال الجوية. وبالأمس كانت درجات الحرارة المتوقعة في بلدته، التي يسكنها 2000 شخص، 39 درجة مئوية.
وتضخم تأثير الحرارة بأشهر من الأمطار القليلة. وقال بوب نيلسون، وهو مهندس زراعي في جامعة بوردو: ''تخيل أن لديك نباتات منزلية. إذا لم تسقها لمدة أربعة أسابيع، يمكنك أن تتخيل كيف ستبدو. هذا، تحديدا، ما يتعرض له المحصول. إنه يفقد رطوبته بسرعة''.
وقال بوب نيلسون، وهو عالم مناخ في المركز الوطني للتخفيف من آثار الجفاف: ''الظروف التي سمحت بزراعة جيدة وحصاد جيد هي نفسها السبب في الجفاف الذي نراه. نحن لا نرى الفشل على نطاق واسع حتى الآن، لكن بالتأكيد الأمور تتطور بسرعة''.
وبحسب التاجر نيك ميشيل، الموجود في وادي واباش لتخزين الحبوب في برينستون، إنديانا، المزارعون الذين باعوا بعض محصولهم هذا العام في وقت مبكر، في حالة من القلق من أنه قد لا تكون لديهم القدرة على الوفاء بالعقود.
وتابع: ''خسارة تصل إلى نصف محصولنا في هذه المنطقة يمكن أن تكون حقيقة واقعة''.
وفي مجلس التجارة في شيكاغو ارتفع سعر الذرة تسليم كانون الأول (ديسمبر) لليوم السادس، ليصل إلى أكثر من 6.57 دولار للبوشل، وهو أعلى مستوى منذ أيلول (سبتمبر) الماضي.
وحذر رابوبنك الأسبوع الماضي من أن الأسعار قد تتجاوز المستوى القياسي في العام الماضي، حين تخطت الأسعار 7.99 دولار، إذا استمرت الظروف الجافة في حزام الذرة.
ووفقا لوزارة الزراعة الأمريكية، إذا استمر الطقس الحار سيتحرك تركيز السوق من الذرة إلى فول الصويا، التي تنضج في وقت لاحق. وكانت السوق متوترة بالفعل بعد الحصاد المخيب للآمال في الأرجنتين والبرازيل ''والإمدادات العالمية تتقلص كل يوم''. وفي مجلس التجارة في شيكاغو ارتفعت أسعار فول الصويا للتسليم في تشرين الثاني (نوفمبر) بنسبة 10 في المائة منذ منتصف حزيران (يونيو)، بينما كان محصول فول الصويا يستخدم في تموز (يوليو) في علف الحيوانات.
وشهدت الولايات المتحدة زيادة بنسبة 5 في المائة في المساحة المزروعة بالذرة، و1 في المائة في مساحة فول الصويا، سعيا وراء الأسعار المرتفعة. وأدى ذلك إلى توقعات بجني محصول ذرة أكبر، وثالث أكبر محصول من فول الصويا في تاريخ الولايات المتحدة. وتوقعت وزارة الزراعة قبل حلول أسوأ موجة حر، أن يبلغ متوسط إنتاج حقل الذرة 166 بوشل (4.2 طن) للفدان، أي أكثر من أي وقت مضى.
ويناقش المحللون الآن ليس فقط انخفاض هذه التقديرات للمحاصيل. ويقول حسين علي الدين، رئيس قسم أبحاث السلع في بنك مورجان ستانلي: ''عند هذه النقطة، إذا حصلنا على محصول من 161، سنقيم حفلة كبيرة لأن هذا لا يبدو أنه سيحدث''.
وكان من المألوف لحصاد مزرعة نيكولز فى إنديانا أن يبلغ نحو 180 بوشل لفدان الذرة. لكنه هذا العام يأمل فقط في 125 بوشل. وقال: ''لسنوات عدة كنا نحصل على محاصيل جيدة جدا''. وأضاف: ''ستكون محظوظا وسعيدا بقدر منسوب المطر الذي تحصل عليه''.
ولا أحد يتوقع تكرار ما حدث عام 2007/2008، لكن إذا كانت الظروف تزداد سوءا، سيكون التأثير على الأسواق شديدا أيضا.
الاقتصادية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق