الأحد، 17 يونيو 2012

رحلة جامعي العسل النيباليين للوصول إلى الشهد السام


بين جبال ووهاد


بداية الرحلة لجمع العسل
    بالنسبة للكثيرين منا التمتع بوجبة شهية من العسل الطبيعي لن يُكلف سوى قطع المسافة إلى السوق لشرائه , لكن بالنسبة لشعب "الراي" في النيبال فإن الأمر يختلف , فالحصول على خلية عسل رحلة محفوفة بالمخاطر تستلزم تسلق جبال ونزول قيعان وساعات وساعات من العرق للوصول إلى هذا الرحيق الثمين.

الوصول إلى الكهف أو المغارة التي توجد بها الخلية
ومما يزيد من صعوبة الأمر تعرض "جامعي العسل" لهجمات أسراب النحل الذي يعد الأكبر حجماً في العالم وهم على حواف هاويات وعلى ارتفاعات تتجاوز ال250 قدماً في بعض الأحيان.
ويعمد هؤلاء الباحثون عن العسل إلى جدل الخيزران لصنع السلالم التي يستخدمونها للوصول إلى هذا العسل المستخرج من رحيق أزهار "الرودوديندرون" السامة والذي يصنعه نحل ال "أبيس لابوريوسا" - في منطقة الهمالايا.
وبدون استخدام أية وسائل أو معداتٍ للسلامة في عملهم , يقوم هؤلاء الصيادون بالتسلق إلى مرتفعات شاهقة للبحث عن خلايا النحل وعند عثورهم على احداها يستخدمون عصاً طويلة للتفتيش عن قرص العسل وسحبه من مكانه. وعندما يحصلون على أقراص العسل فإن كل واحدٍ من هؤلاء الرجال يقضي أربع ساعات مضنية وهو يجمعه ببطء بيده.
وعند حلول فصل الربيع يبدأ موسم جني العسل في وادي "بونغ" , فيتجه الناس هناك إلى المرتفعات الشاهقة التي اتخذ منها نحل ال "أبيس لابوريوسا" - بيوتاً. حيث يتسلق بعضهم المنحدرات الخطيرة وهم يحملون أعواداً من الخيزران حادة الأطراف للبحث عن أقراص العسل في خلايا النحل ليلتقطوها عند عثورهم عليها ثم يرمونها إلى الآخرين الموجودين في الأسفل ليتلقفوها.
وسيلة السلامة الوحيدة التي يستخدمونها هي ربط أقدامهم بشكل موقت إلى سلالم الخيزران التي يستخدمونها في الصعود . و يقوم الأشخاص الذين يساعدونهم في عملهم هذا بإشعال النيران عند قيعان المنحدرات لإبعاد النحل, حيث يؤدي هذا إلى طرد عددٍ كبيرٍ منها لأن كل سرب موجود على هذه المنحدرات سينضم إلى هذا الهجوم العنيف ضد المتطفل عليها مما يعني التعرض لمدة عشرين دقيقة لاعتداء من أكثر من مائة ألف نحلة غاضبة.
وعلى الرغم من أن عسل أزهار "الرودوديندرون" السامة هو سام كما يوحي اسم الأزهار المُستخرج من رحيقها إلا أنه يعد من أكثر أنواع العسل رواجاً في العالم . حيث يمكن أن يسبب تشجنات مؤلمة للذين يتناولونه بكميات كبيرة حيث يؤخذ على شكل جرعات صغيرة حتى يعتاد الجسم عليه. ويباع هذا النوع من العسل بأسعار عالية وخصوصاً في كوريا الجنوبية و لكن شعب "الراي" في النيبال يفضلون عدم بيعه لاعتقادهم في قدراته العلاجية.
وعلى الرغم من أن المهام اليومية في القرى التي يسكنها شعب "الراي" في النيبال مقسمةً بين الرجال والنساء إلا أن مهمة جمع العسل تعد عملاً تقليدياً يتوارثه الآباء من الأجداد وتقتصر المهنة على الذكور فقط. جريدة الرياض

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق