تتسلل سلاحف بحرية من المياه الزمردية على بعد كيلو مترات قليلة شمالي أبو ظبي، لتضع بيوضها في الرمل الأبيض، بينما تتجول الغزلان الصغيرة بالقرب من الشاطئ مقتربة بهدوء من المنشآت الفاخرة التي بدأت ترسم ملامح جزيرة السعديات، أو جزيرة المتاحف.
وقبل عقود، كانت الجزيرة التي تفصلها عن أبوظبي ممرات بحرية ضحلة تملأها أشجار المنغروف، مرسى لصيادي اللؤلؤ. أما اليوم، فبدأت تستقبل زوارها وسكانها الأوائل، على أن تحتضن قبل العام 2018 ثلاثة متاحف ضخمة هي اللوفر وغوغنهايم إضافة إلى متحف الشيخ زايد الوطني.
وجزيرة السعديات خلفها رمال الشاطئ الطبيعي الممتد على طول تسعة كيلومترات، وتنتصب صروح سياحية فاخرة.
وقال بول بوث الذي يدير نشاطات الغولف في نادي تابع لفندق محلي "لا يمر يوم لا نرى فيه الغزلان تقفز بين تلال الملعب. الرجال الذي يأتون للرياضة ينسون المال الذي يدفعونه ويتفرجون على الحيوانات". ويؤكد الزوار يوميا أنهم يشاهدون الدلافين بأعداد كبيرة في المياه الضحلة المتداخلة مع عشب الملعب.
وفي نيسان (أبريل) من كل سنة، تتجه آلاف السلاحف البحرية العملاقة إلى شواطئ السعديات مخترقة خطوط الملاحة النفطية، وتضع بيوضها الثمينة خلال الليل في الرمل. وفي غضون 60 يوما تخرج إلى الحياة أفواج جديدة من السلاحف وتنطلق في مغامرة محفوفة بالمخاطر من أجل الحياة خلف الأمواج.
وخلال العقود الماضية، لحقت بطبيعة الجزيرة أضرار نتيجة إقامة صناعات ثقيلة مرتبطة بالنفط عليها وبسبب إقدام السكان على استخدام شواطئ الجزيرة للسباحة والاستجمام. إلا أن ذلك قد انتهى الآن. إلا أن الجزيرة ما زالت تنتظر معالمها العمرانية الأبرز، وهي المتاحف الكبرى.
وفي مبنى "منارة السعديات" على الجزيرة يمكن للزوار مشاهدة كيف ستبدو هذه البقعة الهادئة عندما تنتهي أعمال إنشاءات المتاحف عام 2017، وذلك من خلال مجسمات دقيقة. وسيفتتح متحف اللوفر الباريسي فرعه الأول في العالم على أرض "الحي الثقافي" في السعديات عام 2015. وستعلو هذا المتحف الذي ستصل مساحته إلى 87 ألف متر مربع، قبة بيضاء ناصعة ضخمة تدخل منها أشعة الشمس عبر فتحات متشابكة تذكر بانسياب الضوء من بين الأوراق المسننة والمتشعبة لأشجار النخيل في الصحراء. أما متحف الشيخ زايد الوطني، فسيفتتح في عام 2016 وسيستفيد من اتفاقية تعاون مع المتحف البريطاني. الاقتصادية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق